للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من أشيائهم. وكان الناس يتلقونهم هناك، ثم ينقلون البقية إلى هذه المدينة ومدينة أسيوط، ولما تغيرت طريق القوافل عن تلك الجهة قلت المتاجر من هذه المدينة فلا يصل إليها منها إلا ما يشتريه أهل البلد فيما يخصهم.

ويقال: إن التمساح كان يظهر عندها فيرى قبيل الظهر فى جزائر الرمل التى فى وسط البحر. وربما اجتمع بها خمسة تماسيح أو ستة. وعادة التمساح أن لا يبعد عن النيل وضرره فى البر قليل وكذا فى الماء الغزير، لأن ذنبه الذى يضرب به يستعمله فى العوم. وإنما قوة أذاه وثورته تكون حال قربه من البر وفى الماء القليل. انتهى.

وقد تكلمنا على التمساح عند الكلام على أدفو.

وأخبرنى الثقة الثبت الفاضل العلامة السيد على أبو النصر أشهر علمائها:

أن منفلوط كانت على عدة كفور صغار متقاربة جدا، مسكونة بالأقباط وفى وسطها دير قديم كان يعرف بدير الغرباء، فوضع المسلمون أيديهم عليه وبنوه مسجدا عظيما جدا يشتمل على نحو ثمانين عمودا. واشتهر بالجامع الكبير.

واستمر عامرا مقام الشعائر إلى سنة ثمان وستين ومائتين وألف.

وكان به ضريح يقال له: ضريح الشيخ محمد، وبجواره ضريح الشيخ سراج الدين، والقاضى مواهب وأولاده الأربعة، ويقال: إن القاضى مواهب هذا كان من العلماء العاملين المتصدرين للتدريس، وكان يفتى على المذاهب الأربعة، وقد جعل أولاده كل واحد فى مذهب من الأربعة.

ثم لما كثر المسلمون فيها كثر بناء الدور والمساجد والزوايا والوكائل والحوانيت والأسواق، واتصلت الكفور بعضها ببعض، وتغيرت أوضاعها وشوارعها من حالة القرى إلى حالة المدن. وكان فى وسط إحدى وكائلها مسجد جامع.