الأخضر. وخلف الجمل الذى عليه المحمل عدة جمال مزينة بريش النعام الأسود بأعناقهم أجراس النحاس يركبها أطفال وشبان متجملون بأحسن ملابسهم.
والمسموع فى أصل هذه العادة أنه فى الأزمان الماضية كان كل من عزم على الحج من أهالى الولاية المنفلوطية يأتى فى أواخر شهر رمضان بجماله وخيامه ولوازمه إلى منفلوط فيجتمعون خارجها ويقيمون حتى يحضروا صلاة العيد. وفى موكب المحمل يقطرون جمالهم خلفه مزينة بالفوط الزردخان وما أشبه ذلك. ثم يعودون إلى خيامهم ويمكثون مدة العيد ثم يرتحلون من هناك إلى الحج الشريف بطريق البر مع المحمل المصرى.
ومن خصائص حجاج الولاية المنفلوطية أن يقطروا جمالهم خلف جمال الصرة بلا فاصل ذهابا وإيابا، وهذه عادة مستمرة إلى الآن. ولم تزل منفلوط بها العلماء والأشراف والوجوه.
ومن البيوت الشهيرة بها إلى الآن بيت جمال الدين وهو بيت تأثل مجده بها، كان جمال الدين تاجرا مشهورا ثم نشأ ولده علىّ كاشف جمال الدين فى العقد السابع من القرن الحادى عشر. واشتهر وتقدم وحسنت سيرته وسارع إلى الخيرات فبنى عدة مساجد أشهرها:
مسجده بمنفلوط المجاور لداره ولمدفنه. ونظيره مسجد الأستاذ الفرغل بأبى تيج بلدة قبلى سيوط بأكثر من ثلاث ساعات. ومنها:
مسجد فى بنى عدى أحرقه الفرنسيس سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف.
وأعاد بناءه ابنه أحمد كاشف جمال الدين. فإنه أعقب ثلاثة بنين وهم: صالح كاشف، ودرويش كاشف، وأحمد كاشف. وهو أصغرهم عاش إلى سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف. وخلف ثلاث أولاد أكبرهم حسنين كاشف، ويليه محمد كاشف وأصغرهم أيوب كاشف. وقد مات محمد كاشف ثالث ربيع