والأراضى التى أعطوها كانت قربية من البحر تحت مدينة بوباسط قريبا من بوغاز بحر الطينة.
ثم إن أمزيس لخوفه على نفسه من المصريين، جعل من اليونانيين حرسا على نفسه.
ومن هذا الوقت دخل السياحون منهم أرض مصر، وجابوا أطرافها، واطلعوا على أسرارها العلمية والدينية، وكانت قبل غير معلومة لهم، وقد بنى أمزيس المذكور أبنية عظيمة غير ما ذكرناه.
واستمرت ملوك مصر تبجله أعظم تبجيل وتحييه أعظم تحية مدة إثنى عشر قرنا.
والذى يستفاد من كلام شامبليون، أن الذى أدخل هذه العبادة عند المصريين هو: خوص ثانى فراعنة العائلة الثانية التى استمرت جالسة على سرير الملك ٢٩٣ عاما، وهو الذى وضع أبيس فى مدينة منف، ومنديس بمدينة عين شمس، والجدى بمدينة منديس أى أشمون الرمان.
ولم يكن تبجيل العجل عاما فى جميع أرض مصر، كما نص على ذلك جابلونسكى، والذين يبجلونه كان عندهم أبيس وأوزريس بمعنى واحد. وكان علما على الشمس على ما نقله استرابون عن بعض كهنة مصر، وبعضهم جعله علما على القمر.
وقال بورفير: إنه علم عليهما معا، وكانت العادة عندهم أن لا يسقوا العجل من ماء النيل، بل من بئر محفورة فى الوادى بقرب جبل ليبيا، وكان عمره لا يزيد ولا ينقص عن خمس وعشرين سنة على قول بولوتارك.
ونبه هذا المؤرخ على أن هذا القدر هو مربع عدد خمسة، ومساو لعدد حروف الهجاء عند المصريين، وهو عدد مدة سنين قمرية شمسية صحيحة، بعدها تتحد حركة النيرين، فأظن أن ذلك هو السبب فى قول بورفير: إنه علم على الشمس والقمر معا، يعنى أوزريس وإزيس.