للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن هنا يعلم أن المواسم التى كانت تعمل فى ذلك الوقت، كان لها ارتباط بأمور نافعة، فالموسم السنوى الذى كان يعمل وقت وفاء النيل يبين سبب جعله علما على المقدس أوزريس، الذى معناه نيل، والذى كان يعمل على رأس كل خمس وعشرين سنة يبين سبب جعله علما على أوزريس - الذى هو الشمس - وإزيس الذى هو القمر.

وكان فى معبده مجلس تتويج الملوك، وفيه أيضا كانوا يحلفون الأيمان الوثيقة على عدم زيادة شهر أو يوم على السنة، بل تكون باقية على ما هى عليه ثلاثمائة وخمسة وستين يوما، كما وصلت إليهم من الأقدمين.

وكان الجارى عند المصريين فى شأن العجل، تربيته أولا عند المقياس الذى محله ميدون على ما حققه بعضهم، ثم بعد ذلك يأتون به إلى مدينة منف.

وكانوا قبل موسم النيل يرقبون درجة علو النيل فى البئر التى فى معبد أبيس؛ لأن الذراع المعتبر للقياس، كان ينقل إليها فى محفل عظيم، وبقيت هذه العادة جارية على هذا المنوال إلى وقت ظهور الدين العيسوى بالديار المصرية، ثم صار ينقل الذراع المذكور إلى الكنيسة بأمر قيصر الروم قسطنطين.

كما وجد ذلك فى مؤلفات سقراط، وسوزمين عند تكلمهما على تاريخ الكنيسة، ثم أعيد إلى معبد أبيس زمن قيصر الروم غوليان، وفى زمن طيودوز أحد قياصرة الروم هدم هذا المعبد، وبطلت تلك العادة. وكان زمن هذا القيصر آخر زمن انقطعت فيه أكثر عوائد المصريين ومواسمهم.

وقد استنبط جابلونسكى من هذه العبارات: أن لفظ أبيس بالعبرانية يدل على عدد أو قياس، وأخذ ذلك من كلمة (أفا) العبرانية، وهو عند العبرانيين مكيال كان منقسما إلى إثنين وسبعين قسما يطلق على الواحد منها (لج) وكان ذراعا/مكعبا من الأذرع المصرية على قول جابلونسكى، فكان مثل الأردب المصرى.