للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيسطاونيون، والضلع ذو الإثنتى عشرة زاوية كان يسمى بالمشترى، وذو الست والخمسين كان يسمى تيفون، وكثيرا ما كانوا يرمزون بالمثلث المتساوى الأضلاع للطبيعة الإلهية القديمة الدائمة، وبالمثلث المختلف الأضلاع للطبيعة البشرية الفانية؛ بسبب عدم تساوى الأضلاع. ويرمزون بالمتساوى الساقين إلى الوسط بين الطبيعتين، ويمثلون له بالشياطين، وتارة يرمزون بالمثلث المتساوى الأضلاع للشمس، وبالمثلث المختلف الأضلاع للكواكب السيارة، وذوات الذنب والنجوم الضالة والشهب وبمتساوى الساقين للقمر، فإنهم جعلوا تغيراته وذهابه ورجوعه حاصلة من تنقلات الجن إذا علمت ذلك. فهذا الشكل المخصوص للهرم يورث القطع بأنه إنما أسس على أغراض دينية لا دنيوية.

وناقش بعضهم فى كونه مثلث الأضلاع، وقال: إن هذا خلاف الواقع، فإن القاعدة أكبر من كل من الضلعين بقليل. إنما هذا الفرق لقلته، لا يلاحظه الرائى؛ بل يتصور أنه متساوى الأضلاع. ويمكن أن يقال إن بانى الهرم راعى فى حسابه ما يتراءى فى نظر الناظر فاكتفى به، فذلك الفرق مقصود له لأجل ذلك. فصح أنه مثلث متساوى الأضلاع. انتهى.

وفى كلام بعض الإفرنج أيضا أن كلمة سوريد الواقعة فى عبارة المقريزى محرفة عن سوريس، وأن سوريس محرف عن/أزريس الذى هو اسم للنيل.

وقال جول الأفريقى إن هذا ليس تحريفا، بل هما اسمان لمسمى واحد.

ومعلوم أن أزريس من أكابر مقدسى المصريين، ويزعمون أنه منبع الخير، وإنه هو آبيس نزل بين الناس، وتعرض لمعاناة المشاق الأرضية فى أخس أشكال الحيوان - وهو شكل الثور - ويقولون إن مصر كانت منقسمة قديما الى أقسام دينية، وهى التى صارت فيما بعد أقساما سياسية، يسمى القسم منها نوم أو مديرية. وكان فى كل مديرية بل وفى كل مدينة مقدس مختص بها. وكان أوزريس هو المقدس بجهة أبى دوس. ومع ذلك فكان مقدسا فى جميع أرض مصر فى كل عصر.