قال: ومن يتأمل فى هذه الصورة وما هى عليه من العظم، لا يرى أنها أقل من الهرم نفسه فى الفخامة وصعوبة التصوير، وفى قمة رأس أبى الهول حفرة لم يستكشف ما فيها ولم تعلم حقيقتها، ويقال إنها فوهة يدخل منها لبطن التمثال، وقال بعضهم إن هذه الفوهة توصل إلى داخل الهرم، وأنكر ذلك كثيرون، ولعدم البحث عن حقيقتها بقى الأمر فيها مبهما إلى الآن.
وقد أزال كويجليا الرمال عن هذا التمثال إلى آخر أصابعه، فوجد أمام صدره بين رجليه الممتدتين نحو ستة عشر مترا معبدا صغيرا بلا سقف، وعلى ثلاثة من جدرانه كتابة هيروجليفية من زمن تطموزيس الرابع ورمسيس الأكبر، وصورة سبع بارك ينظر إلى أبى الهول، وبين رجليه أيضا مذبح لذبح القرابين، ويظهر أنها تقرب لأبى الهول، لأنه يستفاد من كتابة تطموزيس أنه كان يقدس باسم رى أى الشمس، أو باسم رماشوا على قول، والقانسون وهو اسم للشمس أيضا كما فى الكتابة الرومية.
وقال لطرون إنه يظهر أن الأروام فى زمن حكمهم بنوا هناك مبانى، ثم قال: ولم تكن أرجل أبى الهول من أصل الجبل المنحوت منه الجسم، بل هما من الحجر الآلة، غير متكئة على جلسة كما يظن، وأمام الرجلين فرجة مبلطة وسلم على إثنتين وثلاثين درجة بين حائطين، وبعد السلالم فرجة أخرى يظهر أنها من زمن الرومانيين موضوعة فى محور السلالم، وفى نهاية هذا الميدان سلم أخر من إثنتى عشر درجة فى وسطه ميدان كالأول.
ونقل عن بعضهم أيضا أن هذه المبانى كانت متخذة لإقامة القياصرة والامراء أيام المواسم التى كانت تعمل هناك، ثم أنكر لطرون ذلك لضيق/هذه الفرج عن جلوس الملوك. وقال: بل الغالب أنها كانت مستعملة للإعلان بعتق العبيد، فكان الإنسان إذا أراد عتق عبد حضر فى الأماكن المقدسة، فيصعد على مرتفع ويقول بحضور الكهنة: أنا فلان بن فلان قد أعتقت عبدى فلانا.