من الشعير يصرف من شون ساحل طهطا أكثر من مائتى أردب، وأعطاه لربيعها مائة فدان بلا مال بمحل واحد فيما بين بنى حرب وبنجا، وهى باقية مع ذريتهم وتعرف بقبالة المائة إلى الآن، لكنها صارت خراجية، وإلى الآن عندهم بقية من نتاج تلك الخيل، ورتب أيضا لمضيفته أربعة آلاف قرش ديوانية انقطعت فيما بعد، وكان الحاج إسماعيل يتردد إلى المحروسة للزيارة فغرق فى البحر فى بعض أسفاره وهو مصعد، وذلك فى دوائر سنة أربعين ومائتين وألف تقريبا. ولم يعقب ذكورا.
وكان بعد رجوعه من حرب الدرعية مشتغلا بملاذه وشهواته النفسانية؛ من استعمال الشراب وسماع الملاهى والألحان لا ينقطع الرقص والغناء من داره إلا نادرا، وكان أخوه إبراهيم نصير هو شيخ البلد، وكان له احترام، واعتبار، وله العقب، فترك ابنين مات أكبرهما، وهو عمارة إبراهيم، ولم يعقب ذكورا أيضا، والعقب لا صغرهما وهو عثمان إبراهيم، فترك ابنين مات أحدهما كذلك، والموجود الآن أكبرهما، وهو إسماعيل بن عثمان، وهو سالك مسلك عم أبيه فى استعمال الشراب وحب الملاهى والألعاب.
ومنها نزلة القاضى فى حاجر الجبل مما يلى المزارع فى جنوب عمود كوم بدر بنحو مائتى قصبة، وفى جنوب نزلة عمارة بأقل من ساعة، وهى قرية طيبة الهواء حسنة الموقع، أبنيتها من اللبن الرملى، وفيها عائلتان شهيرتان.
الأولى عائلة أبى سديرة تصغير سدرة، كان منهم أبو سديرة كريما شهما شجاعا غليظ القلب لا ينقاد للأحكام، فاجتهد الحكام فى طلبه فسار إلى الشام لملاقاة سر عسكر ابن العزيز، فهناك رضى عنه لما رأى فيه من الشجاعة، وكان يحب الشجعان، ثم أنعم عليه بجعله ناظر قسم بنجا فى أول ترتيب نظار الفلاحين سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، وتوفى بعد سنة خمسين، وشاع ذكره سيما فى البلاد البحرية، وجعلوا عليه حكايات تذكر فى مجالس السمر كحكايات أبى زيد الهلالى؛ بسبب ما كان له من الجراءة والوقعات مع الأهالى