للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والعساكر، وترك أولادا كراما منهم إبراهيم وخليل، مات إبراهيم بعد أبيه بمدة.

وكان خليل مع كرمه جاهلا غشوما؛ أسلمت مرة امرأة من النصارى المنتمين إليه، فجعل يهددها لترجع إلى دينها لاعتقاده أنها مادامت نصرانية فهى كالملك له وإذا أسلمت صارت كأنها تحررت، وشرع النصارى مرة فى بناء كنيسة فيقال إنه أعانهم وضرب له معهم بسهم، وهى كنيسة عامرة إلى الآن. والآن كبير عائلتهم ابنه محمد إلا أنه غير سالك/مسلك أصوله فى الكرم، ومنهم عمدة الناحية إلى الآن، ولهم منزل كبير ودوار واسع، ومسجد داخل دوّارهم.

والثانية عائلة أولاد القاضى، الذى تسمت هذه القرية باسمه، وهو من قضاة العرب الذين يحكمون بين القبائل بقوانين وعوائد مقررة عندهم.

فكان هذا القاضى زمن العزيز محمد على يحكم بين الهلة صغيرهم وكبيرهم فى القصاص وغيره، ولا يستطيع أحد منهم أن يخالفه، وإذا أراد أن يجمعهم لأمر يأمر بإيقاد النار فى الفلاة فيجتمعون، ثم يحكم على المستحق بحضور أكابرهم، فكان يحكم فى القتل والجراحات تارة بالقصاص وتارة بالإهدار، ومعناه: طرد المحكوم عليه من بلاد الهلة، وهدم داره وحرق نخيله، هذا إن كان المقتول من الهلة، فإن كان من غيرهم حكم عليه بالقود، ومعناه عندهم: أن يسلموا القاتل لأولياء المقتول، ويسلموا له الأمر فى قتله أو العفو عنه، إلى أن نزل سرعسكر إبراهيم باشا على الصعيد ومر بالهلة، وسطت عساكره عليهم، فقتل الهلة منهم اثنين، أحدهما الذى اتهم فيه إسماعيل أبو نصير المتقدم ذكره، فأحضر سر عسكر ذلك القاضى وأكابر الهلة، وسألهم عن حكمهم فيمن قتل قتيلا: فقال القاضى: يهدر أو يقتل، فحكم عليهم بحكم قاضيهم، فقطع أغلب نخيلهم وهدم بيوت الكفور القريبة من محل الوقعة وحرثها بالمحراث، ثم قال القاضى: كم من الخيالة يركبون معك؟ قال: ألف ومائتان فقال له: أنت حينئذ آكل مال الهلة، وأمر به فوضع فى فم المدفع، ثم عفا عنه وجعله مساعدا فى جمع الخراج من الهلة، بعد أن عفا عن الجميع