نجع المروّم بضم الميم وفتح الراء المهملة وشد الواو المكسورة وميم، وهى قرية فى شرقى السوهاجية بنحو ربع ساعة، وفى شمال بنجا كذلك، فيها مسجدان ومضايف ونخيل كثير جيد، وفيها بيت مشيد لعمدتها أحمد سلامة، وهو من كرام الناس، وقد توفى سنة تسعين ومائتين وألف، وترك ذرية ذكورا وإناثا، وبيته عامر إلى الآن إلى غير ذلك من القرى والكفور البالغة نحو الستين، وفى جميعها نخيل ومضايف ومساجد وزراعة حسنة، ولكثير منهم خدم وحشم وعبيد وإناث كثير، وأكثرهم لا يباشر زرعه بنفسه وربما عدوا ذلك عيبا، ثم أن أهل الهلة يزعمون أن أصلهم من قبيلة بنى هلال المستوطنين ببلاد تونس، وقيل: أصلهم من حمير اليمن وارتحلوا إلى/تونس، ثم ارتحل بعضهم إلى أرض مصر، وذلك فى القرن السادس وأن نسبهم ينتهى إلى عدنان، كما فى وثائق عند كبرائهم كالقاضى، فنزلوا فى غربى طهطا، وكانت تلك الجهة إذ ذاك لشيخ العرب الجند إلى الكشكى من مشايخ غرب جهينة، فاقطعهم أرضا قليلة، فاستقلوها على كفايتهم، وكان من بنى حرب، وهى قبيلة من عرب الحجاز نجع قاطنون فى غربى طهطا، ولهم أرض يزرعونها، فأسر أهل الهلة فى أنفسهم طردهم والاستيلاء على أرضهم، فاتفق أن بنى حرب دعوا الهلة إلى وليمة فحضروا وتسابقوا بالخيول، ثم نزل الجميع عن خيولهم وتشاغلوا مع بنى حرب بالمباسطة والأكل، وقد كانوا أغروا أتباعهم وخدمهم على خيل بنى حرب؛ فقطعوا ركاباتها وشرائحها وقلعوا اللجم منها؛ ففعلوا، ثم قاموا وركبوا خيولهم وشهروا أسلحتهم على بنى حرب، وهجموا عليهم، فهمّ بنو حرب لركوب الخيل فوجدوها بهذه الصفة، فقتل منهم كثير وفرّ باقيهم، فاستولى الهلة على نصف أطيانهم فى محل يقال له الآن الأخماس على جانبى السوهاجية، فاتسعت أطيانهم حتى زادت عن عشرين ألف فدان غير ما بخلالها من الأباعد، وكان الهلة خمس بدنات لكل بدنة كبير وهى خمس قرين وخمس شحاتة وخمس أبى خزيمة وخمس أولاد علىّ