وخمس السديرات، فاقتسموا جميع الأطيان أخماسا إلى الآن ولكل بدنة من الخمسة قطعة من قرية الصفيحة، بحيث أن من لم يكن له مقسم فيها فليس من الهلة، كما حكم بذلك قاضيهم قديما.
وأكثر أهل الهلة الآن مياسير أصحاب ثروة؛ لخصوبة أرضهم بالطمى المجلوب إليها كل سنة من فرع السوهاجية الخارج فى غربى نجع الهيش من بلاد نزة، ومن ملابس أغنيائهم قفاطين الخزّ والجوخ والثياب الرفيعة، وأواسطهم يلبسون زعابيط الصوف، ومنهم من يتعمم بعمائم الصوف المسماة بالبلين، ويلبس نساء أكابرهم ثياب المقصب وأنواع الحرير الرفيعة، والأواسط يلبسن ثياب الحرير الإسكندرانى الغليظ بأكمام واسعة، وأكل أكابرهم القمح وغيرهم الذرة والشعير، ومن طبائخهم العدس والمدمس ويسمونه بالبليلة، والبامية المهروسة والبامية البورانى، والكبير من البامية يسمونه بالويكة، ولا يذبح فى أسواقهم هزيل المواشى، ويزجرون الجزارين ويلزمونهم بذبح الطيب السمين، وكيفية طبخ اللحم عندهم فى الغالب أنه بعد استوائه فى القدر نصف استواء ينزع من القدر ويوضع فى أوان من الفخار، تسمى (المراجيس) متخذة من الطين والهمر ويوضع عليه السمن والماء والبصل المقلى، ثم تجعل فى التنور بعد أن يحمى ويترك حتى يتم استواؤه، وقد يجعل منه كباب ومدقوق ملتوت بنحو فريك، وطباعهم تميل إلى أكل الأوز كثيرا ويطبخونه محشوا بفريك القمح الملتوت فى السمن، وبعد قرب استوائه يجعلونه فى شئ من السمن، ويدخلونه التنور حتى يتم استواؤه، وكذلك الدجاج والحمام، وأما عجين القمح فيجعلون منه أنواعا الفطير الأبيض وهو الرقاق، والفطير الأحمر وهو ما يرقق بالنشابة، وهى خشبة من الزان أو غيره أقل من غلظ رمح وأطول من ذراع، حتى تكون الفطيرة مثل القرطاس، ثم تطبق على السمن بأن يجعل السمن بين كل طبقتين، ومنه نوع يسمى البقلاوة، وهو ما يقلى فى السمن ومنه نوع يسمى القرص يعجن بالسمن، ثم يخمر ويخبز ومنه القرص