الدماسى، وهو ما يفرطح باليد، ثم يدفن فى الملة، وهى الرماد الحار الخالى من الدخان حتى يسوّى، ثم يمسح من التراب ويفرك فى السمن.
وهذا يأكله فى الغالب الزراعون وأرباب الأشغال الشاقة؛ لأنه يمكث فى البطن ويورث قوة ومنه السكسكية، وقد مر الكلام عليها فى الكلام على الحريقة، ومثل: السكسكية الشرموطية تستوى فى القادوس على بخار القدر إلا أنها لا تخرط، بل توضع فى القادوس رقاقا رقيقا، ومنه الكنافة وهى معروفة ومنه الرشتة وهى الرقاق المخروط المطبوخ فى الماء أو اللبن ومنه غير ذلك، وقد يطبخون من الدقيق شيئا يسمى الكريانة ويسمى الحريرة وهى: أن يغلى الماء أو اللبن فى القدر، ثم يضاف عليه شئ من الدقيق، ويحرّك بمغرفة ونحوها، حتى يمتزج وينعقد ويكون رقيقا مثل العسل، ومن طبائخهم العصيدة، وهى أن يوضع فى القدر ماء قليل، وبعد غليانه يضاف عليه دقيق القمح أو الذرة ويفرك بالمفراك، وهو آلة من الخشب لها رأس أكبر من رأس المغزل، ثم يضاف الدقيق ويفرك وهكذا حتى ينعقد ويغلظ ويجمد ويستوى، ثم يؤكل بالسمن واللبن، وقد يضاف إليه العسل أو التمر، وعادتهم فى الأفراح والجنائز كغيرهم من بلاد طهطا، وقد تقدم ذلك إلا أنهم يزيدون كثرة النقوط المسمى بالغرز، وذلك أنهم فى آخر يوم من الفرح عند حلق رأس المختون، يدفع الحاضرون المدعون من البلد والبلاد المجاورة لوالده شيئا من النقود، كل على حسب حاله، وربما دفع الشخص الواحد عشرة جنيهات، فيجتمع من ذلك لصاحب الفرح شئ كثير ربما يبلغ مائتى جنيه غير ما يساق إليه من/ جمال الغلة والذبائح التى تصير الفقير غنيا.
وقد كان أحد رؤساء الهلة أبو سديرة، إذا قلت الغلة من بيته يعمل فرحا فيمتلئ بيته غلة ونقودا وذبائح، وكذلك من حصل له مصاب كحرق الزرع والجرون، فإنهم يسوقون إليه الغلة والتبن؛ حتى يدخل له مثل ما يدخل من زرعه أو أكثر، وكذلك عند الموت يهيئون الطعام لأهل الميت، ويرسلون الغلال والذبائح، وكذلك عند بناء نحو دار.