للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويمضى ذلك محمولا إلى المتجر، على ما سلف الحديث فيه، والراغب فيه قليل. انتهى.

وفى زمن الأمراء المصريين على رأس المائتين بعد الألف، كان الوادى الكبير الذى فى طريق القافلة السودانية قليل السكان، وكان حاكم جرجا يبعث إليه حاكما يحكمه، ويجمع أمواله، والعادة الجارية إلى اليوم أن قافلة دارفور الواردة إلى الديار المصرية، كل سنة بالتجارات السودانية من الإبل، والرقيق، والسن، والريش، ونحوها، تترك على باريس من هذه الواحات، فيأتى بشيرها إلى مدينة سيوط، بخطاب من الخبير النازل بها من طرف حكومتها، فيكسى كسوة تليق به، واحدا أو متعددا، ثم يرسل معاون بجماعة من العسكر؛ لتلقى القافلة بمكتوب إلى حاكم تلك الجهة، فيجرى حصر البضائع، ويحضر دفترها إلى المديرية، وعليه تقوّم الأشياء، بمعرفة التجار، ثم يؤخذ الجمرك على حسب تلك القيم، ويكسى الخبير أيضا عند قدومه، وفى سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف وردت القافلة، فيها ألف جمل، وسبعمائة وسبعة وتسعون جملا، وفيها سن الفيل، وريش النعام، والخرتيت، والتمرهندى، والنطرون وجربان الجلد وغير ذلك.

وكان يؤخذ على الحمل سبعة قروش ونصف، كائنا ما كان، ثم صدر الأمر بجعل الجمرك على القيم على كل مائة من قيم الحيوانات ثمانية قروش، سواء الواردة والصادرة، وكذلك البضاعة، لكن بعد استيفاء عشرة من كل مائة من الثمن الأصلى؛ فبلغ متحصل الجمرك أربعة وأربعين ألف قرش، ومائتين وثلاثة وسبعين قرشا، ولكثرة النخيل فى بلاد الواحات خصص عليها كل سنة من المقاطف للأشغال الميرية تسعة عشر ألفا وثلثمائة وثلاثة وثمانون مقطفا.

ويعلم أن أراضى الواحات فى غاية من الاتساع والخصوبة، لولا قلة الماء، والسكان ومزارع جميع الواحات، ومتاجرها متحدة أو متقاربة، ويستعمل عندهم النبيذ بكثرة، فيعتصرون الغض من ثمر النخل، ويضيفون عليه العسل،