للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويتركونه حتى يتخمر، وتدخله الشدة المطربة، فيكون شديد الإسكار وله طعم كطعم التفاح.

وفى زمن الصيف والخريف تكثر هناك الحمى، والعيون التى بها على كثرتها لا تفى بما تحتاج إليه من السقى، وأكثر عيونها مرتدمة من قلة السكان هناك، وكلها صناعية، من حفر الآدميين، وهى التى بها إحياء الموات، فمن فتح عينا ملكها وما حولها.

ولهم فى حفرها طرق وعوائد، فيحفرون أولا الأرض الصلبة، ثم يضعون خشب النخل فى جوانب الحفر، فيوقفون أربع نخلات، فى الأربع جهات، ويثبتونها فى جوانب الحفر، لزيادة التمكين، تدق الخوازيق فى دائر الحفر، ويربط بعضها فى بعض، ثم ترص خلف الخوابير فلقات النخل، أو الصفصاف، أو السنط أو نحوها، بعضها فوق بعض إلى أعلى الحفر، فتكون حائطا من خشب، ولا بد أن يترك ما خلفه فارغا، فيملأ عبلا؛ لمنع ما عسى أن يسقط من الأتربة، ثم يحفرون فى الأراض الصلبة، وبعد كل قليل يضعون ألواحا من الخشب معشقا، بعضها فى بعض فى دائر الحفر، ويوضع خلفها العبل، وهكذا حتى يصل الحفر إلى الحجر الذى تحته الماء.

وعرف ذلك بالتجربة، فحينئذ يتم الحفر، ثم يبنون داخل هذا الحائط حائطا ملتصقا فى دائر البئر، من ألواح خشب السنط، ثم تعمل دمسة من الخشب، إلى نصف البئر، ويشرع فى ثقب ذلك الحجر؛ لتفجير (العين)، فيتخذ لذلك قضيب طويل من حديد، وفى أحد طرفيه حلقة، لربط السلب فيه، وطرفه الآخر محدد كالسهم، وتتخذ سلة من الخوص مخروطية الشكل، على هيئة القمع، مثقوبة من أسفلها، وفى أعلاها أذنان، تربط فيهما الحبال، فيوضع طرف القطيب فى جوف السلة، ويربط السلب فى حلقة القضيب، والحبال فى أذنى السلة، ويمسك الجميع رجال أقوياء واقفون على وجه