للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفيه أيضا قبيلة الحرابى وشيخهم السعداوى الجبالى، له أبعادية فى محاذاة بنوفر من الغربية، وأخرى فى محل يعرف بالمنزلة، وله فى مدينة الفيوم قصر عامر فيه حديقة، وقصر فى بشيتة، وقصر فى الريف عند النواميس.

وأما عمر المصرى فهو شيخ عرب الجوابر، وعدتهم نحو اثنى عشر ألف نفس، يسكنون الحاجر من البهنسا إلى تونة الجبل، وقبيلة ترهونة يسكنون الجبل من محاذاة دلجة إلى دشلوط الواقعة فى حاجر الجبل، تجاه ملوى، وهم نحو ثلاثة آلاف نفس، وعرب الجهمة يسكنون فى محاذاة منفلوط إلى التيتلية وعدتهم، نحو خمسة آلاف نفس، وشيخهم منصور أبو قفة، وعرب العمائم، يسكنون فى محاذاة التيتلية إلى بنى عدى، وهم نحو أربعة آلاف نفس، وشيخهم معتمد زائد. وأما عرب سمالوس فهم قوم ضعاف، متفرقون بالجهات، فمنهم بالفيوم، ومنهم بالغربية، وجميع هؤلاء القبائل لا يساقون سوق الفلاحين، فلا يحفرون الترع، ولا يجرفون الجسور، ولا يبنون القناطر، ولا يسخرون فى شئ، وإنما عليهم للديوان نحو الإبل عند الاقتضاء، وخفارة الدروب، وأكثرهم يتعاطى الأسفار إلى الواحات وغيرها، وكثير منهم له دراية فى الفلاحة، فيستأجرون من الأهالى ويزرعون، ومنهم من له غنداق آل إليه بالشراء أو غيره، ثم إنى قد رأيت وصف بعض بلاد الواحات، ووصف الطريق من ريف مصر إليها ومنها، إلى بلاد دارفور فى رحلة الشيخ محمد بن عمر التونسى، وهى كتاب سماه «تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان» فأحببت إيراد ذلك هنا لما فيه من الفائدة.

قال: لما امتطينا الدهماء للسفر من مصر إلى دار فور من بلاد السودان، نزلنا البحر من الفسطاط، إلى أن قال: فحللنا منفلوط، فأخذنا منها ما احتجنا إليه، ثم أقلعنا حتى دخلنا بنى عدى، فأقمنا فيها رثيما تأهبت القافلة، وخرزوا أسقيتهم، وصنعوا زادهم، ثم جئ بالمطىّ فحملت، وخرجنا فى مهمه قفر؛ حتى وصلنا إلى الخارجة، فى عشية اليوم الخامس، فوجدناها قد دار بها