للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هبيب، ونهبت. فلم يبق بها من رهبانها إلا نفر قليل وفى أيامه مضى بطرك الملكية إلى بغداد، وعالج بعض خطايا الخليفة، فإنه كان حاذقا بالطب، فلما عوفيت كتب له برد كنائس الملكية التى تغلب عليها اليعاقبة فاستردها منهم، وسبب هذا التغلب أنه لما ملك زبنون لاون الروم أكرم اليعقوبية وأعزهم؛ لأنه كان يعقويبا، وكان يحمل إلى دير يوقنا كل سنة ما يحتاج إليه من القمح والزيت، وفى ذاك الوقت كان شاورس على كرسى البطركية، وكان ملكيا فهرب إلى وادى هبيب ورجع طيماتاوس من نفيه، فأقام بطركا سنتين، وفى زمن نسطايوس ألزم الحنفاء أهل حران وهم الصابئة بالتنصر، فتنصر كثير منهم، وقتل أكثرهم على امتناعهم من دين النصرانية، ورد جميع ما نفاه نسطاوس سلفه من الملكية فإنه كان ملكيا، وأقيم طيماتاوس فى بطريكية الإسكندرية، وكان يعقويبا، فأقام ثلاث سنين، ونفى، وأقيم بدلة أبوليناديوس، وكان ملكيا فجد فى رجوع النصارى بأجمعهم إلى رأى الملكية، وبذل جهده فى ذلك ووافقه رهبان ديور بومقار بوادى هبيب، وأمر الملك جميع الأساقفة بعمل الميلاد فى الخامس والعشرين من كانون الأول، وبعمل الغطاس لست تخلو من كانون الثانى، وكان كثير منهم يعمل الميلاد، والغطاس فى يوم واحد، وهو سادس كانون الثانى، وفى هذه الأيام ظهر يوحنا النحوى بالإسكندرية، وزعم أن الأب والابن وروح القدس ثلاثة آلهة، وثلاث طبائع وجوهر واحد، وظهر يوليان وزعم أن جسد المسيح نزل من السماء، وأنه لطيف روحانى لا يقبل الآلام إلا عند اقتراف الخطيئة والمسيح لم يقترف خطيئة، فلذلك لم يصلب حقيقة ولم يتألم، ولم يمت، وإنما ذلك كله خيال، فأمر الملك البطريك طيماتاوس أن يرجع إلى مذهب الملكية فلم يفعل فأمر بقتله، ثم شفع فيه، وبقى واستمر أمر الكنيسة على الاضطراب إلى أن ملك الروم بوسطيانوس فبلغه أن اليعقوبية قد تغلبوا على الإسكندرية ومصر، وأنهم لا يقبلون بطاركته، فبعث أحد قوّاده وضم إليه عسكرا كثيرا إلى الإسكندرية،