أما الذى سلب الفؤاد فساقى … وروى الظما بين الرياض فساقى
ومنها فى الغزل
أسر الفؤاد بناظريه مهفهف … تجرى الجفون عليه بالإطلاق
ما ماس يعبث بالغصون قوامه … إلا غدت تشكوه الأوراق
ولقد أراها أحضرت بيمينها … عرضا تقدمه لدولة باقى
ثم بقيت محترما فى هذا الديوان، منظورا بعين عنايته، موعودا بالترقى لأكثر من ذلك، وكان رحمة الله عليه مصرا لى على الخير، فإنه أمرنى بأن أحضر الفقه على مذهب أبى حنيفة حين كان يدرس فى مدرسة الألسن على يد الشيخين المنصورى والرشيدى، فكنت أتوجه كل يوم إلى المدرسة للحضور، حتى أتممنا العبادات وشرعنا فى المعاملات بملتقى الأبحر، وفى أثناء ذلك تجرد المرحوم محمد على باشا عن الحكم، وتولاه بعده المرحوم إبراهيم باشا، فنظم قلم الترجمة نظما فائقا، وأقامه بديوان الغورى بالقلقة العامرة، وكان رئيسه كافى بيك
ولم يدم ولم تدم أمنيه … إذا نشبت أظافر المنيه/
فإن إبراهيم باشا ﵀ ما سلم حتى ودع، وما اشتد حتى تصدع، ونقل الملك للمرحوم عباس باشا، فرتب المدارس بوجه آخر، وجعل تلامذة الفقه يحضرون المحاسبة تحت نظارة عبد الرحمن بيك، قصدا لإزالة تسلط القبط على هذا الفن، وجعله تحت يد المسلمين، وكنت أود أن أكون من ضمن المحاسبين، لكن الله تعالى رزقنى بغير حساب، ومنّ عليّ بالصحة فى ديوانها، فأخذت أترجم فى الأوقات الخالية كتاب لافنتين وهو من أعظم الآداب الفرنساوية المنظومة على لسان الحيوان، من باب الصادع والباغم، وفاكهة الخلفاء، ومدحت المرحوم عباس باشا بقصيدة أولها: