والنيل فاض على رباك كأنه … فيض المكارم من يدى عباس
ملك إذا جاد الملوك بدرهم … فتح الكنوز وجاد بالأكياس
وقدر الله تعالى بعد ذلك أن توفى إلى رحمة مولاه، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وحكم بعده سعيد باشا، فحضر كلوت بيك بعد هجرته، وتحصل منه على فتح مدرسته، وأخذنى مترجما بمجلس الطب، فترجمت مقالته، وتلوتها يوم الافتتاح على رءوس الأشهاد من العلماء والأمراء الذوات والتلامذة والخوجات، وكان يوما بقصر العينى مشهودا، ومحفلا من المحافل العظام معدودا، خلدت ذكره الأوراق، وأفلحت المدرسة بعدها، وبلغت فى العلوم رشدها، واشتغلت بإتمام العيون اليواقظ، وعرضتها على الوالى بواسطة المرحوم مصطفى فاصل باشا، وكان أوصلنى إليه المرحوم محمد على بيك الحكيم، فما أثمر غرسها، وما نفع ورسها، فاتفقت مع رجل فرنساوى له مطبعة من الحجر، يسمى يوسف بير، وعهدته بطبعها فتعهد، ثم أخلف ما وعد فكلفت مطبعة أكبر من مطبعته، وصرفت عليها ما جمعت ونشرتها، ثم بعت الحمار وبعتها وقلت فى ذلك: