للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقلت فى ذم الحوالات ومدح النقود:

ليس فى البيع والحوالات خير … إنما الخير حاصل فى النقود

قد أضرت بنا الحوالات حتى … أحوجتنا إلى وجوه اليهود

وقلت يوم الامتحان:

ويوم الامتحان أعز يوم … ينافس فيه من فصل الخطابا

فبحر من يمد به سؤالا … وحبر من يرد له جوابا

ثم ما زلت أتنقل بعدها من ديوان إلى آخر، كمجلس التجار، وقلم الوقائع وضبطية مصر؛ حتى أشرقت شمس إسماعيل فى المشرقين، وخفقت بنور سعده فى الخافقين، وانتظمت بحكمه قلائد العمران، وانتثر من يمناه الدر والجمان، وخرج من بحره اللؤلؤ والمرجان، فانتخبت لديوان الواردات، وترقيت برتبة البيكباشى أعلى الدرجات، فأول ما قلت فى هذا الديوان، وكان تاريخا لافتتاحه:

دام إسماعيل باشا … علما بين الولاة

فتح الخير بمصر … وسعى بالحسنات

فله بالشكر أرخ … فتح حصن الواردات

سنة ١٢٧٩/

وكانت بخدمة البحرية زيادة على هذه الوظيفة، وكنت مع كثرة أشغالى أجد خلوا وفراغا منها، فاملؤه بترجمة البعض من كتب الأدب، ككتاب بول وفرجينى، فأنى أخرجته من القالب الفرنساوى إلى القالب العربى، وبلغت فى ترجمته مآربى، وأهديته إلى صاحب السدة العالية، والمآثر المرضية، سيدى محمد باشا توفيق نجل الحضرة الخديوية، وولىّ عهد الحكومة المصرية إذ ذاك، ثم لما حضرت مصر طبعته وبعته، فتخلد لى كتابان، العيون اليواقظ،