للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأثمان، فقرر النّشو (١) ناظر الخاص مع السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون أخذ أراضى الروضة [للخاص] (٢)، وأن يقاس ما بيع منها، ويؤخذ ممن هى فى يده بتفاوت قيمتها، فوافقه السلطان على ذلك، وندب جماعة لقياس الروضة جميعها من زرعها، وأراضى دورها، وألزم من هنّ فى يده بتفاوت قيمتها، فقومت [من] (٣) يوم شرائها، واستخرج منهم القدر الزائد على ما كانوا أعطوه حالة الشراء، وفرغ من ذلك فى سنة أربعين وسبعمائة.

ثم أخذ يعمل بمثل ذلك فى سائر الرزق الأحباسية، فضجت الناس وكتبوا للسلطان أوراقا ورموها من غير أن يعرف رافعها، منها رقعة فيها:

(بحر السريع)

أمعنت فى الظّلم وأكثرته … وزدت يا نشو على العالم

ترى من الظالم فينا لنا … فلعنة الله على الظالم

فتغير خاطر السلطان على النشو وقبض عليه وعلى أخيه من فوره، وقام صلاح الدين يوسف بن المغربى الحكيم، فادعى على أولاد الملوك بمبلغ عشرة آلاف درهم تعجلوها منه على أراضى الروضة، وكان النشو قد أخذها منهم وأدخلها فى ديوان الخاص، فألزموا بالقدر حتى أدّوه لا بن المغربى.

وقد أنشأ الملك الصالح القلعة بالروضة، فعرفت «بقلعة المقياس»، و «بقلعة الروضة»، و «بقلعة الجزيرة»، و «بالقلعة الصالحية». وشرع فى حفر أساسها يوم الأربعاء خامس شعبان، وابتدأ فى بنائها فى آخر الساعة الثالثة من يوم الجمعة سادس عشر شعبان سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وفى عاشر


(١) هو شرف الدين عبد الوهاب بن التاج فضل الله ناظر الخاص الشريف، كان نصرانيا وأسلم، توفى سنة ٧٤٠ هـ؛ السلوك للمقريزى ٢/ ٥٠٥، ٥٠٦؛ بدائع الزهور ١/ ٤٧٦ وفيه وفاته سنة ٧٣٩ هـ.
(٢) فى الأصل: الخاص. وهو خطأ. والصحيح ما أثبتناه من السلوك، ج ٢ ق ٢، ص ٤٧٤. ومعناه للديون الخاص.
(٣) فى الأصل: فقومت يوم شرائها. والمثبت هو الصحيح من السلوك ج ٢ ق ٢، ص ٤٧٥.