للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانت عليه من [الحرمة] (١)، وأمر بأبراجها ففرقت على الأمراء، وأعطى برج الزاوية للأمير سيف الدين قلاوون الألفى، والبرج الذى يليه للأمير عز الدين [الحلى، والبرج الثالث من بروج الزاوية للأمير عز الدين أرغان (٢)،] (٣)، وأعطى برج الزاوية الغربى للأمير بدر الدين الشمسى، وفرقت بقية الأبراج على سائر الأمراء، وأمر بأن تكون بيوت جميع الأمراء واصطبلاتهم فيها، وسلم المفاتيح لهم. فلما تسلطن الملك المنصور قلاوون الألفى وشرع فى بناء المارستان والقبة والمدرسة المنصورية (٤)، نقل (٥) من قلعة الروضة المذكورة ما يحتاج إليه من عمد الصوان وعمد الرخام التى كانت قبل عمارة القلعة فى البرابى، وأخذ منها رخاما كثيرا، وأعتابا جليلة مما كان فى البرابى وغير ذلك، ثم أخذ منها السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون ما احتاج إليه من عمد الصوان فى بناء الإيوان المعروف «بدار العدل» من قلعة الجبل، والجامع الجديد الناصرى ظاهر مدينة مصر بموردة الخلفاء، وأخذ غير ذلك حتى ذهبت كأن لم تكن.

قال المقريزى: وإلى سنة عشرين وثمانمائة كانت توجد بعض الأبراج وبعض الآثار، ثم أزيلت، وبنت الناس موضعها دورهم ومساكنهم. والآن هى أعمر جهات مصر، وبها قصور للأمراء، وبساتين عامرة بالأشجار والأزهار، ومن يتأمل صورة الجزيرة وهى مرسومة على الورقة، يراها فى هيئة مركب طويلة مقدمها نحو الجهة البحرية ومؤخرها نحو الجهة القبلية، وطولها من الجنوب إلى الشمال من ابتداء مقياس النيل ثلاثة آلاف متر وعشرون مترا،


(١) فى الأصل: الخدمة. والمثبت هو الصحيح من خطط المقريزى، ج ٢، ص ١٨٤.
(٢) فى الأصل إدعان. والمثبت من خطط المقريزى، ج ٢، ص ١٨٤. راجع أيضا المنهل الصافى، ج ٣، ص ١٨٧ - ١٨٨.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. والمثبت من الخطط للمقريزى، ج ٢، ص ١٨٤.
(٤) انظر الجزء السادس من الخطط/ ٣٩.
(٥) فى الأصل: ونقل. والمثبت كما فى النص فى خطط المقريزى، ج ٢، ص ١٨٤.