نفسه فى الفسقية وعليه غلالته وعمامته، والعمود قريب من درج الفسقية فيتعلق فيه برجليه ويده اليسرى ويخلقه بيده اليمنى، وقراء الحضرة من الجانب الآخر يقرأون القرآن نوبة بنوبة، ثم يخرج الخليفة على فوره راكبا فى العشارى، وهو بالخيار: إما أن يعود إلى دار الملك ويركب منها عائدا إلى القاهرة، أو ينحدر فى العشارى عائدا إلى المقس، فاذا استقر بالقصر، اهتم بركوب فتح الخليج همة عظيمة ظاهرة للإبتهاج بذلك، ثم يصير ابن أبى الرداد بكرة ثانى ذلك اليوم إلى القصر بالإيوان الكبير الذى فى الشباك إلى باب الملك بجواره، فيجد خلعة مذهبة مهيأة هناك فيؤمر بلبسها، ويخرج من باب العيد شاقا بها بين القصرين قصدا لإشاعة ذلك، فإن ذلك من علامة وفاء النيل. ولأهل البلاد تطلع إلى ذلك فيشرف فى الخلعة بالطيلسان المقور، ويندب له من التغييرات ولمن يريده خمس تغييرات مركبات بالحلى، ويحمل أمامه على أربعة بغال، مع أربعة من مستخدمى بيت المال: أربعة أكياس فى كل كيس خمسمائة درهم ظاهرة فى أكفهم، وبصحبته أقاربه وبنو عمه وأصدقاؤه، ويندب له الطبل والبوق، ويكتنف به عدة كثيرة من/ المتصرفين الرجالة فيخرج من باب العيد، ويركب إحدى التغييرات، وهى أميزها، وشرف أمامه بجملين من النقارات، فيسير شاقا القاهرة والأبواق تضرب أمامه كبارا وصغارا، والطبل وراءه مثل الأمراء، وينزل على كل باب يدخل منه الخليفة، ويخرج من باب القصر فيقبّله ويركب، وهكذا يعمل كل من يخلع عليه من كبير وصغير من الأمراء المطوّقين، ويخرج من باب زويلة طالبا مصر من الشارع الأعظم إلى مسجد عبد الله إلى دار الأنماط، جائزا على الجامع إلى شاطئ البحر فيعدّى إلى المقياس بخلعه وأكياسه، وهذه الأكياس معدة لأرباب الرسوم عليه فى خلعه ولنفسه ولبنى عمه بتقرير من أول الزمان، فإذا انقضى هذا الشأن شرع فى الركوب إلى فتح الخليج ثانى يوم، وكان قد وقع الاهتمام به منذ دخلت زيادة النيل ذراع الوفاء اهتماما عظيما.