للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثانيا: بين سطح مياه النيل فى القاهرة وفى الوادى.

فلو فرض أن هذا الخليج كان مستعمقا حتى تدخله المياه النيلية فى فصل الصيف كما هو الحال فى الترع الصيفية، فلا بد من قسمته إلى ثلاثة حيضان لأجل توزيع الانحدار وسهولة سير السفن فيه.

قال المقريزى: «فلما جاء الإسلام وفتحت مصر على يد عمرو بن العاص فى خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وكان الناس بالمدينة قد أصابهم جهد شديد، كتب الخليفة إلى عمرو بن العاص يطلب منه إرسال الميرة لإغاثة أهل المدينة، فاهتم بذلك عمرو بن العاص وأرسل إلى المدينة بعير عظيمة، كان أولها بالمدينة وآخرها بمصر، يتبع بعضها بعضا.

فلما قدمت على عمر وسع بها على الناس، ودفع لأهل كل بيت وما حوله بعيرا بما عليه من الطعام، ليأكلوا الطعام ويأتدموا بلحمه، ويحتذوا بجلده، وينتفعوا بالوعاء الذى كان فيه الطعام، فيما أرادوا من لحاف أو غيره، فوسع الله بذلك على الناس، فلما رأى ذلك عمر ، كتب إلى عمرو بن العاص أن يقدم عليه هو وجماعة من أهل مصر، فقدموا عليه، فقال عمر: يا عمرو: إن الله قد فتح على المسلمين مصر، وهى كثيرة الخير والطعام، وقد ألقى فى روعى لما أحببت من الرفق بأهل الحرمين والتوسعة عليهم أن أحفر خليجا من نيلها حتى يسيل فى البحر، فهو أسهل لما نريد. ثم قال : قد عرفت أنه كانت تأتينا سفن فيها تجار من أهل مصر قبل الإسلام، فلما فتحنا مصر انقطع ذلك الخليج واستد وترك، وتركه التجار، فإن شئت أن تحفره، فتنشئ فيه سفنا يحمل فيها الطعام إلى الحجاز فعلته. فامتثل أمره عمرو، وعاد إلى مصر وجمع له من الفعلة ما بلغ منه ما أراد، وحفر الخليج بحاشية