سنة، وتملكوا الديار المصرية مدة طويلة من الزمن، إلى أن أجلاهم عنها الفراعنة بعد أهوال وحروب، ثم هجم عليها الفرس أربع مرات متعاقبة:
الأولى: كانت قبل المسيح بنحو خمسمائة وخمس وعشرين سنة.
والثانية: فى زمن كسرى أرتجزرسيس الأول سنة أربعمائة قبل المسيح.
الثالثة: فى زمن كسرى أرتجزرسيس الثانى من أكاسرة الفرس سنة ثلثمائة وسبع وسبعين.
الرابعة: فى زمن كمبيز ملك الفرس سنة ثلثمائة وأربع وأربعين قبل المسيح.
فملك كمبيز وادى مصر وخرب بلاده ومعابده وأذل رجاله. ثم هجم عليها الإسكندر المقدونى، وهو الذى أجلى الفرس عنها سنة ثلاثمائة وإحدى وثلاثين قبل الميلاد، وملك وادى النيل بأسره. وجاء بعده البطالسة، وفى مدة استيلائهم على ملك مصر هجم عليها بيرديكاس حاكم الشأم، فلم ينجح وارتد خائبا، وكان ذلك فى سنة ثلثمائة وإحدى وعشرين قبل الميلاد، وانتجون فى سنة ثلاثمائة قبل المسيح، وانتيكوس ملك الشأم فى سنة مائة وسبعين قبل الميلاد، وانتيونوس لكن لم يتمكن من الدخول داخل القطر. وفى زمن قيصر الروم ماركوريل سنة خمس وخمسين قبل الميلاد، هجم عليها جانيوس رئيس الجيوش الرومانية وارتد خائبا.
وفى سنة ثلاثين قبل الميلاد، هجم عليها أكتاف رئيس الجيوش الرومانية أيضا ودخلها/عنوة، ودخل القطر واستولى على بلاد مصر، وصارت جميعها من ذاك الحين ولاية تابعة للحكومة الرومانية، وبقيت كذلك إلى أن افتتحها عمرو بن العاص فى زمن خلافة عمر بن الخطاب ﵄.
وكل هذه الحروب وإن كانت فى أزمان متفاوتة، قد جعلت سكان هذه الجهة معرضة للأخطار التى تنشأ عنها، فكانت سببا فى خراب المدن والبلاد التى كانت فى الحدود، وأزالت كورة بتمامها كانت تعرف «بالعربا»، فلما