ثم فى سنة ثمان وخمسين وثلثمائة فى زمن المعز لدين الله، ضرب القائد أبو الحسن جوهر الخطيب الصقلى دنانير سميت بالمعزية - نسبة لاسم الخليفة المعز - ونقش أحد وجهيها ثلاثة أسطر:
أولها: دعا الإمام المعز لتوحيد الصمد الأحد.
وثانيها: المعز لدين الله أمير المؤمنين.
وثالثها: ضرب هذا الدينار بمصر سنة ٣٥٣.
وفى الوجه الآخر، «لا إله إلا الله محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون».
وكان صرف الدينار المعزى فى سنة اثنتين وستين وثلثمائة خمسة عشر درهما ونصفا، وكذا فى سنة ثلاثة وتسعين وثلثمائة.
وفى أيام الحاكم سنة سبع وتسعين وثلثمائة كثرت الدراهم، فكان صرف الدينار أربعة وثلاثين درهما، واضطربت أمور الناس فرفعت تلك الدراهم وأنزل من القصر عشرون صندوقا فيها دراهم جدد، وقرئ سجل بمنع التعامل بالدراهم الأولى، فبلغ كل أربعة دراهم منها قيمة درهم جديد، ثم تقرر أمر الدراهم الجدد على أن كل ثمانية عشر درهما بدينار». انتهى.
وفى سنة خمسمائة وثلاث وثمانين أبطل السلطان صلاح الدين نقود مصر وضرب الدينار ذهبا مصريا.
وكذلك فى زمن الناصر فرج ابن السلطان برقوق ضربت دنانير بعيار أقل من عيار الدنانير القديمة، فجاءت غير حائفة وعرفت بالدنانير الناصرية، وذلك فى سنة ثمان وثمانمائة هجرية - موافقة سنة ١٤٠٥ ميلادية.
وفى سنة ثمانمائة وتسع وعشرين، فى دولة الأشرف برسباى، عقد مجلس لإبطال التعامل بالدنانير البندقية فاستحسنوا ذلك، وضربت الأفلورية أشرفية.