وفى سنة إحدى وثلاثين أخرجت الدنانير الأشرفية وأبطل التعامل بالأفلورية. انتهى.
وكان الخليفة فى أول السنة يأمر بضرب جملة من الدنانير والربعيات والقراريط والدراهم المدوّرة بتاريخ السنة الجديدة، ويرسل منها للوزير وأقاربه وأرباب الوظائف، ويفرق فى عيد رمضان الدنانير فقط على الضابطان (١) والأجرية - ذكره المقريزى -، وذكر أيضا أنه كان يضرب فى زمن الفاطميين فى دار الضرب بالقاهرة دنانير وخراريب، وكانت تفرق فى يوم خميس العدس - وهو عيد من أعياد الأقباط، كانت تطبخ فيه الأقباط العدس - وكان هذا اليوم يوم موسم عظيم فى جميع جهات القطر.
ويظهر من كلام المقريزى أن القيراط لم يكن شيئا آخر غير الخرّوبة من معاملة الذهب.
وكان وزن الدينار مثقالا، وكان يقسم إلى أربعة وعشرين قيراطا، ووزن القيراط حبة خروب، وكان القيراط أصغر قطع الذهب. وأما الدرهم المدوّر الذى ذكره وسماه المقشقلة فكان من الفضة وكان يفرق على رجال الوزير/ ورجال الضربخانة وغيرهم.
والذى كان يضرب لخميس العدس هو الخراريب فقط، فكان يضرب منها من عشرة آلاف قطعة إلى عشرين ألف قطعة، ويستعمل في ضربها من خمسمائة دينار إلى ألف دينار.
وفى سنة ثمانمائة وست هجرية - كما فى جرنال آسيا - انقطع من مصر اسم الدينار والدرهم بالمرّة وظهرت معاملة غيرهما مثل البندقى، والفندقلى والألطون وكان أول ظهورها فى القسطنطينية.