قال فى الجزء الرابع منه المطبوع فى سنة ١٨٦٤ ميلادية: «إن اسم الألطون كان يطلق فى لغة المغول على سبائك الذهب، ثم استعمل عندهم وعند الفرس، اسما لنقود الذهب المضروبة، ثم أخذ العثمانية هذا الاسم عن الفرس، ولم يظهر الألطون العثمانى إلا فى سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة هجرية في عهد السلطان محمد الثانى بعد فتح مدينة القسطنطينية، وإلى هذا التاريخ كان التعامل بالبندقى، وكان فى الوزن والعيار مثل الدينار سواء، ولذا كان يرغب فيه كثيرا - وهو منسوب إلى مدينة فنديك من بلاد إيتاليا -، فلما ظهر الألطون العثمانى جرى التعامل به، وكان ينقش عليه كلمة (صح) فى مربع، ثم سمى بأسماء مختلفة منها اسم فلورى، فكان يقال سكة فلورى أو سكة فرنجية فلورى. وبعد رجوع السلطان سليم من حرب الفرس سمى ألطون شاهى، وكان هذا الاسم فى بلاد الفرس يطلق أحيانا على معاملة من الفضة، وفى بلاد القوقاز يطلق على معاملة من النحاس، وفى زماننا هذا تطلق الفرس هذا الاسم على معاملة من النحاس، ولما استولى السلطان سليم على ديار مصر سمى الألطون أشرفيا، ويقال أشرفى ألطون.
وفى سنة ١١٠٨ هجرية سميت النقود التى ضربت فى القسطنطينية (جديد شريفى ألطون) - يعنى شريفى جديد - وسميت أيضا (إصطنبول ألطونى أو أوزر إصطنبول)، وما كان يضرب فى مصر سمى (زر محبوب أو محبوب فقط)، وظهرت هذه التسمية فى كتب المؤرخين سنة ١١٤٨ هجرية، واشتهر بذلك فى الأستانة، وكان على أحد وجهيها سلطان البرين وخاقان البحرين، وعلى الوجه الآخر الطرة باسم السلطان.
وفى خطط مصر للفرنساوية - فيما كتبوه عن النقود -: أنه كان يضرب أيضا فى ذلك العهد أنصاف محبوب وأرباع، فكان النصف الواحد يسمى نصفية والربع يسمى ربعية.
وكان يضرب فى أوقات المواسم قطع من الذهب لا تختلف عن قطع الذهب المتقدم ذكرها إلا بالكبر، وكانت تفرق على الأمراء وغيرهم، وكانت