للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى الدائر: محمد رسول الله أرسله ﴿بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (١).

ويكتب على الدينار نفس هذه النقوش من دون ذكر محل الضرب بل يذكر التاريخ. ويظهر أن ذكر محل الضرب على معاملة الذهب لم يحدث إلا فى القرن الثانى من الهجرة فى بلاد الأندلس، ثم ظهر فى باقى البلاد من ابتداء القرن الثالث.

وفى زمن العباسيين حصل تغيير فى نقش النقود وأذنوا لأولادهم ووزرائهم فى نقش أسمائهم مع أسمائهم. ففى عهد المأمون جعل الدائر سطرين:

أعلاهما فيه شئ من القرآن وفى أسفلهما التاريخ، وكذا فى عهد المعتصم بالله فكان فى وسط أحد الوجهين (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) على الوضع السابق، وفى دائر من الأعلى ﴿لِلّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللهِ﴾ (٢)، وفى السطر الثانى من الدائر (بسم الله ضرب هذا الدينار … إلى آخره)، وفى وسط الوجه الآخر (محمد رسول الله) وفى دائره ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (٣).

وقد أكثر العالم (سريت) من ذكر ما كان يكتب على المعاملة من الآيات القرآنية، فقال: قد وجد مكتوبا على معاملة عبد القادر - أحد أمراء الغرب المرابطين - ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ﴾ (٤). ووجد درهم مضروب فى نيسابور بتاريخ سنة مائتين وثمان وستين عليه ﴿قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي﴾


(١) من الآية ٣٣ من سورة التوبة.
(٢) سورة الروم من الأيتين ٤، ٥.
(٣) سورة التوبة آية ٣٣.
(٤) سورة آل عمران آية ١٠٩.