النقود المعروفة بالدبلون المضروبة فى مدينة ملجا وغيرها من المدن يكون عيارها تسعة عشر قيراطا وكل تسعة وأربعين منها يساوى واحدة من المركا».
وفى سنة ألف ميلادية تعين العالم (جبرائيل سزكار) فى ضمن من تعينوا لنشر الصنج الفرنساوية بأسبانيا (الأندلس)، فكلفته حكومتها بمقارنة الصنج الفرنساوية، فأجرى ذلك، فوجد أن مركاكستيل التى كان أنموذجها محفوظا بخزانة المجلس تساوى ٢٣٠،٠٤ غرام، وبقسمة هذا المقدار على ٤٩ ينتج ٤،٦٩٤ غرام وهو وزن الدبلون، وهو يساوى تقريبا الصنجة المعروفة بالأجزاجيوم المصرى الرومانى المنسوب إلى الأوقية البطليموسية. والآن وزن المثقال هو هذا المقدار فى مكة ومصر وبلاد كثيرة من آسيا.
ودليل ما قلناه من أنه كان فى البلاد المشرقية كمصر وغيرها رطلان مستعملان من زمن الرومانيين ما نقله (يوكتون) فى كتابه: من أنه موجود رطلان رومانيان مستعملان نسبة أحدهما للآخر كنسبة ٧٢ إلى ٧٥، وهذه النسبة لا تخالف النسبة التى بين الأوقية الرومانية التى قدرها ٢٧،١٦ غرام - عبارة عن ثمانية دراهم رومانية - وبين الأوقية الرومانية التى قدرها ٢٨،٣٢ غرام - عبارة عن ثمانية دراهم بطليموسية. وما ذكره المقريزى من أنه يوجد ببلاد الشأم مثقال يعرف بالميالة، ومثقال آخر نسبتة إلى الأول كنسبة ١٠٠ إلى ١٠٢ يؤكد كلام (يوكتون) - المذكور - لأن هذه النسبة لا تخالف نسبة ٧٢ إلى ٧٥ إلا بفرق يسير، والنقود الموجودة بخزائن أوروبا إلى وقتنا هذا أغلبها مأخوذ من المثقال المعروف بالأجزاجيوم الرومانى الذى قدره ٤،٥٢٧ غرام.
ومما سبق اتضح جليا أنه كان هناك مثقالان مستعملان، ووجودهما معا هو الذى أوجب اختلاف كلام من تكلم على النقود من مؤلفى العرب حتى حصل التباين بينهم فى نسبة الدرهم إلى المثقال، فبعضهم جعل النسبة بينهما كالنسبة بين عددى ١٠، ٧، وبعضهم جعلها كالنسبة بين عددى ٣