ويمكن تقدير هذا الدرهم عن طريق آخر، وهو أن محمد السفاد فى تكلمه على أردب مصر، قال: إنه مائة رطل وأربعة أرطال بالإسكندرى كل رطل منها ١٤٤ درهم، والدرهم ٦٤ حبة، ومعلوم أن الدينار ٩٦ حبة، وتقدم أن مقداره ٤،٢٥ غرام فيستخرج مقدار الدرهم من هذه المتناسبة ٦٤:٩٦ كنسبة ٤،٢٥ إلى س - ٢،٨٣٣ غرام عين المقدار السابق بالتحرير وهو يدل/على صحة ما قدمناه من البراهين، والرطل الإسكندرى الوارد فى هذه العبارة هو الرطل البغدادى وقدره ١٤٤ + ٢،٨٣٣ غرام - ٤٠٨ غرام، وهو رطل النبى ﷺ المذكور فى كتب الفقه الإسلامية، والصاع به خمسة أرطال وثلث، والويبة اثنان وثلاثون رطلا، ومقدار هذا الرطل ١٤٤ مضروبة فى ٢،٨٣٣ - ٤٠٨، وسيأتى الكلام عليه.
والثانى طريق الحساب: وذلك أن المقريزى ذكر عند الكلام على درهم معاوية، أن هذا الخليفة ضرب دراهم سودا تنقص عن ستة دوانق وجعلها خمسة عشر قيراطا إلا حبة أو حبتين، وعليه فيكون هذا المقدار أقل من ستة دوانق وتكون معرفة الدرهم متوقفة على معرفة الدانق، والمعلوم من كلام جميع المؤلفين أن الدانق اسم لصنجة وزن وليس نقدا من النقود المتعامل بها وأنه سدس درهم الكيل، كما أن الأوبول فى الزمن السابق على الإسلام كان سدس درهم الكيل أيضا، وسيأتى البرهان على أن النسبة بين درهم الكيل والمثقال كالنسبة بين عددى ٢، ٣، بمعنى أن المثقال تسعة دوانق أو أنه ثمانية دوانق ونصف باعتبار النسبة التى صارت بعد سكة عبد الملك [و] بين درهم المعاملة والدينار وهى نسبة ١٠:٧.
ثم إن المقريزى بعد أن قال إن الخليفة عبد الملك جعل الدرهم خمسة عشر قيراطا كاملة، قال: إن القيراط أربع حبات والدانق قيراطان ونصف فيكون الدرهم ستة دوانق، ويكون المثقال الذى قدره أربعة وعشرون قيراطا يساوى ٩،٦ دوانق لا تسعة فقط، ويكون الدانق الوارد فى هذه العبارة أصغر من دانق الكيل،