وسيتضح أنه دانق النقود ومقداره سدس درهم النقود. ولبيان ذلك نقسم المثقال الذى تعين فيما سبق وهو ٤،٧٢ على تسعة دوانق وستة أعشار، فينتج أن مقدار الدانق ٤٩١، غرام، وبمقارنة هذا المقدار بمقدار دانق الكيل وهو ٥٢٤، غرام نجد النسبة بينهما هى ١٠/ ٩ وهى نسبة الدينار إلى المثقال، وهى أيضا النسبة التى بين درهم النقود ودرهم الكيل، وحينئذ فهذا الدانق هو سدس درهم النقود، فإذا قسمنا درهم معاوية وهو ٢،٨٣٣ بهذا المقدار وهو ٤٩١، ينتج ٥،٧٧ يعنى أقل من ستة دوانق من دوانق المعاملة، فلو قسم درهم معاوية على دانق الكيل لكان الناتج لا يبلغ خمسة دوانق ونصفا.
ومن جميع ما تقدم يعلم أن درهم معاوية ٢،٨٣٣ غرام أو ١٤،٦٢ قيراطا من المثقال أو أقل من ستة دوانق من الدوانق التى فى عبارة المقريزى، وأن العرب فرقوا بين دانق المعاملة ودانق الكيل، وخصوا كلا بصنج ومقادير، فصنج الكيل هى: المثقال والدرهم والدانق، وصنج النقود هى: الدينار والدرهم والدانق أيضا. وكانت النسب بين أجزاء أحدهما كالنسب بين أجزاء الآخر، وبسبب اتحاد الأسماء لا غرابة فيما وقع بين المؤلفين من الاختلاف.
ومع ذك فقد ذكر المقريزى فى رسالته نقلا عن الخطابى: أنه كان يوجد غير الدرهم الذى نسبته كنسبة سبعة إلى عشرة دراهم كيل، وكانت مستعملة فى بلاد الإسلام، وسيأتى أن الدرهم الذى قدره ٣،١٢ غرام كان كثير الاستعمال.
ثم لنبحث عن مقدار درهم عبد الملك وعن نسبته للمثقال وللدينار فنقول: قد سبق أن الدرهم ١٥ قيراطا وأن المثقال أربعة وعشرون قيراطا، والنسبة بين هذين العددين ٦٢٥، وهى قريبة جدا من النسبة التى كانت بين هذين النقدين قبل الإسلام فى مكة ولم يغيرها النبى ﷺ وخلفاؤه إلى معاوية، وهى أن الستة مثاقيل عشرة دراهم، ولكن إذا نسبنا الدرهم إلى الدينار