القديمة، وكانت أربعة دوانق، وأن عبد الملك جعل درهمه نصف مجموع الدرهمين.
ومن التحريرات التى أجراها العالم (واسقيس) فى النقود القديمة، أثبت أن الدرهم البغلى مساو للمثقال الذهب أو الدينار، كما ظهر له من وزن نقود الفرس القديمة التى تسميها العرب الخسروية، وأن وزن الدرهم ثمانية دوانق من دوانق الكيل، وأنه هو الدرهم الأتيكى، وكذا الأربعة دوانق التى جعلها للدرهم الطبرى هى من دوانق الكيل أيضا لا دوانق معاملة فيكون الدرهم الطبرى نصف الدرهم الأتيكى.
وبيان أن هذا دوانق كيل لا دوانق نقود يظهر من هذه النسبة وهى ٨ دوانق إلى ٦ دوانق كنسبة وزن الدرهم البغلى ٤،٢٥ إلى س، ونجد أن س - ٣،١٨٧ غرام. وكون أكبر وزن لدرهم عبد الملك كما فى الجدول هو ٢،٩٥، وبين هذا المقدار والمقدار السابق فرق كبير يدل على أن درهم عبد الملك ستة دوانق معاملة. ومن كتب على النقود الإسلامية لم يفطن للفرق بينهما، وليس عبد الملك هو أول من جعل الدرهم من ستة دوانق معاملة، بل جعله من قبله عمر ﵁، ومعاوية، وزياد عامل الكوفة، وعبد الله، ومصعب.
وحيث علم مما سبق عن المقريزى وغيره أنه جرى التعامل بأنواع مختلفة من النقود، وأن درهم مكة كان ستة أعشار المثقال الذى قدره ٤،٧٢ غرام، فيظهر أنه هو الذى كانت تؤخذ عليه الزكوات والعشور ونحوها فى صدر الإسلام.
ولم يعين المقريزى ولا غيره الأصل الذى ينسب إليه الدرهم، لكنه قال:
إن وزن كل من الدينار والدرهم فى الجاهلية كان ضعف وزن النقود الحادثة فى الإسلام.