الضرب فى كل شهر مالا له صورة، فكانوا يصنعون فى الذهب والفضة والنحاس والرصاص جهارا فإذا صفى الدينار يخلص منه مقدار من الذهب يساوى/اثنى عشر نصفا فضة لا غير» (انتهى).
وقال صاحب نزهة الناظرين فى حوادث سنة ثمانية وتسعين وألف:«إن حمزة باشا أمر بأن يكون وزن الألف نصف فضة مائتين وثلاثين درهما، فيكون كل مائة درهم فضة ثلاثين درهما من النحاس، وكان وزن الألف نصف فى العيار القديم مائتين وخمسين درهما وداخلها خمسة وعشرين درهما من النحاس».
وقال أيضا فى حوادث سنة ألف ومائة وتسعة: «وردت من الآستانة، سكة دينار عليها طرة، فجمع الباشا الأمراء وأمين الضربخانة وأمره أن يطبع بها وأن يكون عيار الذهب اثنتين وعشرين قيراطا، والوزن كل مائة شريفى مائة وخمسة عشر درهما وهو (الأبوطرة) مائة وخمسة عشر نصفا».
قال:«وفى شهر صفر من هذه السنة أمر إسماعيل باشا أمين دار الضرب بأن يحضر له الذهب الدائر فى مصر وغيرها، وأن ينظر فى عياره بحضرة الصناجق والأغوات والأمراء وأرباب الديوان، فأحضروا له مائة شريفى وسبكوها ووزنوها فرأوا فيها الثلث فضة والثلثين ذهبا».
ويتضح من النظر فى الجدول الآتى (١) أن العيار كان يتغير مع كل تقلب سياسى إلى أن دخلت الفرنساوية مصر سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف، فكان إذ ذاك عيار الزر محبوب ٦٩٨ عبارة عن ١٦ قيراطا وكسر قدره ٣٢/ ٢٤، فإذا فرض أن الدينار الأحمدى عياره ٩٩٦ وهو أخلص عيار يكون قدر الغش الذى حصل من نقود الذهب من بعده ٢٨٨ فى الألف، يعنى قريبا من تسعة وعشرين فى المائة.