وقبل دخول الفرنساوية كان عيار الزر محبوب ١٦ قيراطا وكسر قدره ٣٢/ ٢٤ كما قدمنا. وأقل عيار وجد من ضرب السلطان عبد الحميد بمصر سنة مائتين وألف كان ١٥ قيراطا وكسر قدره ٣٢/ ١٥ وهو يساوى ٦٤٥، وحيث إن العيار الرسمى هو ١٦ وكسر قدر ٣٠/ ٢٨ باعتبار أن السماح ٣٢/ ٤ من القيراط تحت فقط والعيار السابق يساوى ٧٠٣ فيكون السماح ٠،٠٠٠٥٢، واعتبر الفرنساوية عيار الزر محبوب ١٦ قيراطا و ٣٢/ ٢٤ وهو يساوى ٦٩٨ والسماح ٣٢/ ٣ فوق أو تحت وهذذا يساوى ٠،٠٠٠٣٩ وهذا يقرب من ٠،٠٠٠٤٠. والسماح المعتبر بفرانسا لقطع البينتو ٠،٠٠٠٢٠، بمعنى أن السماح الذى اعتبروه فى مصر أقل من نصف السماح المعتبر عندهم لقطع البينتو والفندقلى كان أكبر عيارا من الزر محبوب، وقد انقطع ضربها من ابتداء تولية السلطان عبد الحميد بن أحمد وعيارها كان ٩٩٦، والمضروب منها بمصر فى زمن السلطان أحمد بن محمد المتولى على السلطنة سنة خمس عشرة ومائة وألف.
وفى زمن السلطان محمد بن مصطفى المتولى سنة إحدى وأربعين ومائة وألف كان جيد العيار، وأما المضروبة فى زمن السلطان عبد الحميد بن أحمد المتولى سنة سبع وثمانين ومائة وألف فكانت كثيرة الغش حتى إن تجار مصر يسمونها زيفا أو فضة مذهبة، مع أن عيارها وجد ٧١٠، ٧٢٥، فلم تكن حينئذ زيوفا، لكن بسبب جعل الحكومة قيمتها بقيمة الفندقلى القديم، وهو زيادة عما تستحقه سميت زيوفا، وقد حصل فى نقود الفضة من التغيير بمصر مثل ما حصل فى نقود الذهب.
ويظهر من كلام المقريزى الذى نقله عنه المناوى فى تيسير الوقوف، أن نقد مصر وأثمان مبيعاتها كان هو الذهب فقط إلى أن ضعف ملكها باستيلاء الغز عليها، فحدث حينئذ اسم الدراهم.