عليه فى الأسواق بحراج، وغلبت الفلوس إلى أن قدم الملك المؤيد شيخ من دمشق فى رمضان سنة سبع عشرة وثمانمائة بعد قتل نوروز الحافظى نائب دمشق، فوجد مع العسكر وأتباعهم شئ كثير من الدراهم البندقية والنوروزية، فتعامل الناس بها وحسن موقعها لبعد العهد بالدرهم، فلما ضرب السلطان المؤيد شيخ الدراهم المؤيدية فى شوال منها، نودى فى القاهرة بالمعاملة بها يوم السبت سنة ثمان عشر وثمانمائة، فتعامل الناس بها.
ونقل عن شيخ الإسلام ابن حجر من كتاب الأنباء: أنه فى صفر من سنة ثمان عشرة وثمانمائة كثر ضرب الدراهم المؤيدية، ثم استدعى السلطان القضاة والأمراء وتشاوروا فى ذلك، وأراد المؤيد إبطال الذهب الناصرى وإعادته إلى المهرجة فقال له البلقينى: فى هذا إتلاف مال كثير، فلم يعجبه ذلك، وصمم على إفساد الناصرية، وأمر بسبك ما عنده وضربه مهرجة.
فذكر لنا بعد مدة أنه نقص عليه سبعة آلاف دينار، وأمر القضاة أن يدبروا رأيهم فى تسعير الفضة المضروبة، فاتفقوا على أن يكون وزن الصغير سبعة قراريط فضة خالصة، ووزن الكبير أربعة عشر قيراطا، واستمر على ذلك، وكثرت بأيدى الناس وانتفعوا بها، ونودى على البندقية كل وزن درهم بخمسة عشر.
ونقل عن ابن فضل الله فى المسالك: أن معاملة أهل مصر ثلثاها فضة وثلثها نحاس.
ثم قال: وفى سنة خمسة عشرة وثمانمائة ضربت الدراهم الخالصة، زنة الواحد نصف درهم والدينار ثلاثين حبة، وفرح الناس بها وبطلت الدراهم النقرة، وكان ضربها قديما فى كل درهم عشر فضة وتسعة أعشاره نحاس ثم صار ثلثاه فضة وثلثه نحاسا.