وثلاثين ميديا، لأجل الحصول على قيمة درهم فضة خالصة من دون التفات إلى النحاس؛ أعنى أن قيمة المائة درهم من الفضة الخالصة كانت تقع على الضربخانه بكيفية حسابها مع اليهود فيما يدفع فى السبائك الفضة بمبلغ ١٨٥١،٣٧٩ ميديا. ولا يخفى أن عملية الششنى التى كانت تعمل بالضربخانه لم تكن بغاية الدقة والضبط، ولذلك كان المقدار الذى يجعلونه هو الفضة الخالصة أكثر من حقيقته فى نفس الأمر. وكان ما يدفع فيه من القيمة أكثر مما يلزم دفعه فى الواقع.
وأما الريالات فقد وجد عيارها بالضبط ٨٩٥،٨٣٣، ووزن الألف منها ثمانية آلاف وسبعمائة وخمسون درهما، وفيها من الفضة الخالصة ٧٨٣٨،٥٤١ درهما.
وبحساب أن قيمة الريال الواحد مائة وخمسون ميديا تكون قيمة المائة درهم فضة خالصة ١٩١٣،٦٠، هى التى كانت تدفعها الضربخانه إلى اليهود بعد عمل الششنى بالضبط من دون أن تضيف اثنين فى المائة من الوزن الأصلى، كما سبق، فلم يكن يلتفت له فى الريالات ومن دون اعتبار النحاس الداخل فيها أيضا.
وبسبب صعوبة العملية وكثرة مصروفاتها، لم يكن اليهود يحلون النحاس من الفضة، فكان يترك ربحا للضربخانه وكانت تضيف عليه من النحاس ما يلزم إضافتة لتكميل العيار.
وهذا السعر الذى تقرر للفضة لم يثبت دائما فى مدة الفرنساوية، بل لمّا قلّ ورود الفضة على الضربخانه وقل دورانها بين الناس علا سعرها، فكان سعر المائة درهم فضة خالصة ١٩٥٠ ميديا، ثم بلغ ٢٠٠٠ ميدى.
وبالتأمل فى الجدول الآتى، ومقارنة قيمة الفضة الخالصة بمصر بقيمتها بفرانسا يظهر: