وقال المقريزى: لما تسلطن الملك الظاهر برقوق وأقام الأمير محمود بن على استادارا أكثر من ضرب الفلوس وأبطل الدراهم، حتى صارت عرضا ينادى عليه فى الأسواق بحراج حراج، ويظهر أن ذلك كان فى سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.
وقال في حسن المحاضرة: وفى سنة أربع وتسعين وسبعمائة ضرب فى الإسكندرية فلوس ناقصة الوزن عن العادة طمعا فى الربح، فآل الأمر إلى أن كانت أعظم الأشياء فى فساد الأسعار.
وفى سنة ست وثمانمائة نودى على الفلوس بأن يتعامل بها بالميزان، وسعّرت كل رطل بستة دراهم، وكانت فسدت إلى الغاية، بحيث صار وزن الفلس ربع درهم بعد ما كان مثقالا.
فال الحافظ ابن حجر، فى كتابه:«أنباء الغمر»:
وفى ذى القعدة سنة أربع عشر وثمانمائة، أمر الناصر بأن تكون الفلوس كل رطل باثنى عشر درهما، فغلقت الحوانيت فغضب السلطان وأمر مماليك الجلبان بوضع السيف فى العامة فشفع فيهم الأمراء فقبض علي جماعة منهم، وضربوا بالمقارع، وشنق/رجلا بسبب الفلوس.
وقال أيضا: وفى سنة تسع عشرة وثمانمائة همّ السلطان، يعنى المؤيد، بتغيير المعاملة بالفلوس، وجمع منها شيئا كثيرا جدا وأراد أن يضرب فلوسا جددا وأن يرد سعر الفضة والذهب إلى ما كانا عليه فى الأيام الظاهرية، فلم يزل يأمر بترخيص الذهب إلى أن انحطت الهرجة من مائتين وثمانين إلى مائتين وثلاثين، والأفلورى إلى مائتين وعشرين، وأن يباع الناصرى بسعر الهرجة، ولا يتعامل به عددا، وعدل أفلوريا من الذهب بثلاثين من الفضة فاستقر ذلك فى آخر دولته.