للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وانتهت الزيادة إلى سنة عشر ذراعا وأصابع، فارتفعت الأسعار ووقفت أحوال الصرف، وكانت الدراهم المعاملة يومئذ [سمى] (١) بالدراهم الزائدة والقطع، فتعنت الناس فيها، وكان صرف الدينار ستة وعشرين درهما.

وفى سنة ٣٩٧ تزايد الدينار إلى أن كان كل أربعة وثلاثين درهما بدينار، وارتفع السعر وزاد اضطراب الناس وكثر تعنتهم فى الصرف، وتوقفت الأحوال من أجل ذلك، فتقدم الأمر بإنزال عشرين صندوقا من بيت المال مملوءة دراهم/فرّقت فى الصيارف، ونودى فى الناس بالمنع من المعاملة بالدراهم القطع والزائدة، وأن يحملوا ما بأيديهم منها إلى دار الضرب، وأجّلوا ثلاثا فشق ذلك على الناس، لأنه كان يدفع فى الدرهم الواحد الجديد أربعة دراهم من الدراهم القطع، والزائدة. وأمر أن يكون الخبز كل اثنى عشر رطلا بدرهم من الدراهم الجدد وأن يصرف الدينار بثمانية عشر درهما منها، وضرب عدة من الطباخين والخبازين بالسياط وشهروا من أجل ازدحام الناس على الخبز.

وقصر مدّ النيل حتى انتهت الزيادة إلى ثلاثة عشر ذراعا وأصابع فارتفعت الأسعار، وبرزت الأوامر لمسعود الصقلى متولى السعر (٢) بالنظر فى أمر الأسعار، فجمع خزان الغلال والطحانين والخبازين، وقبض على ما بالساحل من الغلال، وأمر أن لا يباع إلا للطحانين، وسعّر القمح كل تليس (٣) بدينار إلا قيراطا، والشعير عشر ويبات بدينار، والحطب عشر حملات بدينار، وسعّر سائر الحبوب والمبيعات.


(١) ما بين الحاصرتين من إغاثة الأمة للمقريزى ص ١٤.
(٢) هكذا من الأصل وفى إغاثة الأمة (الستر) ص ١٦.
(٣) التليس والتليسة أيضا - كيس من الصوف أو الخوص، ذو سعة معينة، إغاثة الأمة هامش ٥ ص ١٦.