وفى سنة ١٢٠٦ ارتفعت الغلال حتى وصل ثمن أردب القمح ستة فرانسة، بعد ما كان يباع باثنين، فضجت الفقراء وبكوا للحكام، فصار الأغا يركب إلى السواحل ويضرب المتسببين ويدق المسمار فى آذانهم، ويسعر الأردب بأربعة من الريالات ويمنعهم من الزيادة عن ذلك فلم ينفع بل يظهرون الامتثال وقت مرور الحاكم، وإذا غاب عنهم باعوا بمرادهم.
وفى تلك السنة وصل حمل الحمار من التبن الأصفر، الشبيه بالكناسة، مائة نصف فضة بعد ما كان يساوى خمسة أنصاف، ثم انقطع ورود الفلاحين بالكلية، وسبب ذلك أنه انقضى شهر كيهك ولم ينزل من السماء قطرة ماء، فحرثوا بعض الأراضى التي شطها الماء ولم يحصل ربيع للبهائم، بل لم يجدوا التبن يعلفونها به، انتهى جبرتى.
وفى دفاتر السادات الوفائية، علم حسابات فيه ما صورته قديم اثنان، عنها أربعمائة وخمسون نصف فضة، ويظهر أنه البندقى القديم.
وفى هذه السنة كان المحبوب يساوى مائة وخمسة وعشرين نصف فضة، والريال الأبى طاقة يساوى مائة نصف وستة أنصاف، والريال الغنيمة يساوى مائة وخمسة أنصاف، والريال المشط يساوى تسعين نصفا.
ومما يلزم التنبيه عليه أن الأموال الميرية كانت تقدر بهذا النصف من الريالات، وإلى الآن العلامة التي اصطلح عليها الكتّاب تدل على ذلك.
وثمن أردب القمح مائة وأربعة وسبعون نصفا، وأجرة المبلط فى اليوم ثمانية عشر نصفا.
وفى هذه السنة، زمن مراد بيك، كان ميدى وزنه أقل من عشر درهم وقيمته تقرب من ثلاثة سنتيمات، انتهى.
وفى سنة ١٢٠٧ اشتد/الغلاء، وارتفعت الغلال من السواحل والعرصات، وبيع أردب القمح بثمانية عشر ريالا، والشعير بخمسة عشر، والفول بثلاثة عشر، وأوقية الخبز بنصف فضة، ثم اشتد الحال حتى بيع ربع