للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعض أهل الخطة والشيخ موسى الشيخونى إمام المسجد وخازن الكتب، وتناقل فى الناس سعى علماء الأزهر مثل الشيخ أحمد السجاعى، والشيخ مصطفى الطائى، والشيخ سليمان الأكراشى وغيرهم للأخذ عنه، فازداد شأنه وعظم قدره، واجتمع عليه أهل تلك النواحى وغيرها من العامة والأكابر والأعيان، والتمسوا منه تبيين المعانى، فانتقل من الرواية إلى الدراية، وصار درسا عظيما، فعند ذلك انقطع عن حضوره أكثر الأزهرية وقد استغنى عنهم هو أيضا، وصار يملى على الجماعة بعد قراءة شئ من الصحيح حديثا من المسلسلات، أو فضائل الأعمال، ويسرد رجال سنده ورواته من حفظه، ويتبعه بأبيات من الشعر كذلك فيتعجبون من ذلك لكونهم لم يعهدوها فيما سبق فى المدرسين المصريين.

وافتتح درسا آخر فى مسجد الحنفى، وقرأ الشمائل فى غير الأيام المعهودة بعد العصر، فازدادت شهرته، وأقبلت الناس من كل ناحية لسماعه ومشاهدة ذاته، لكونها على خلاف هيئة المصريين وزيهم، ودعاه كثير من الأعيان إلى بيوتهم، وعملوا من أجله ولائم فاخرة، فيذهب إليهم مع خواص الطلبة، والمقرئ والمستملى وكاتب الأسماء، فيقرأ لهم شيئا من الأجزاء الحديثية كئلاثيات البخارى أو الدارمى، أو بعض المسلسلات بحضور الجماعة وصاحب المنزل وأصحابه وأحبابه وأولاده وبناته ونساؤه من خلف الستائر، وبين أيديهم مجامر البخور بالعنبر والعود مدة القراءة، ثم يختمون ذلك بالصلاة على النبى على النسق المعتاد، ويكتب الكاتب أسماء الحاضرين والسامعين حتى النساء والصبيان والبنات واليوم والتاريخ، ويكتب الشيخ تحت ذلك صحيح ذلك.

وهذه كانت طريقة المحدثين فى الزمن السابق، ثم قال: وانجذب إليه بعض الأمراء الكبار مثل مصطفى بيك الاسكندرانى وأيوب بيك الدفتردار، فسعوا إلى منزله وترددوا لحضور مجالسه، وواصلوه بالهدايا الجزيلة والغلال واشترى الجوارى، وعمل الأطعمة للضيوف، وأكرم الواردين والوافدين من الآفاق البعيدة

وحضر عبد الرازق أفندى الرئيس من الديار الرومية إلى مصر، وسمع به فحضر إليه والتمس منه الإجازة وقراءة مقامات الحريرى، فكان يذهب إليه بعد فراغه من درس شيخون ويطالع له ما تيسر من المقامات، ويفهمه معانيها اللغوية، ولما حضر محمد باشا عزت