وهو الباب الخامس من أبواب الجامع الشرقية، وعمر صالح أيضا مقدم الجامع عند الباب الأول موضع البلاطة الحمراء.
وفى سنة خمس وسبعين ومائة فى خلافة الرشيد، زاد فيه موسى بن عيسى الهاشمى أمير مصر الرحبة التى فى آخره، وهى نصف الرحبة المعروفة بأبى أيوب، ولما ضاق الطريق بهذه الزيادة أخذ موسى دار الربيع بن سليمان الزهرى ووسع بها الطريق.
وفى سنة إحدى عشرة ومائتين، وصل عبد الله بن طاهر بن الحسين مولى خزاعة أميرا على مصر من قبل المأمون، فأمر بالزيادة فى هذا الجامع فزيد فيه مثله من غربيه، فكانت زيادة ابن طاهر المحراب الكبير وما فى غربيه إلى حد زيادة الخازن، فأدخل فيه الزقاق المعروف أولا بزقاق البلاط وقطعة كبيرة من دار الرمل ورحبة كانت بين يدى دار الرمل ودورا أخرى. ويقال: إن موضع فسطاط عمرو حيث المحراب والمنبر.
ولما عاد ابن طاهر إلى بغداد سنة اثنتى عشرة ومائتين تمم زيادته عيسى بن يزيد الجلودى، وتكامل ذرع الجامع سوى الزيادتين مائة وتسعين ذراعا بذراع العسل طولا فى مائة وخمسين ذراعا عرضا.
وذكر أبو عمر الكندى فى كتاب الموالى أن الحرث بن مسكين مولى ابن ريان بن عبد العزيز بن مروان لما ولى القضاء من قبل المتوكل سنة سبع وثلاثين ومائتين أمر ببناء رحبة الحرث وهى الرحبة البحرية، وكانت رحبة يتبايع الناس فيها يوم الجمعة ليتسع الناس بها، وحول سلم المؤذنين إلى غربى المسجد وكانت عند باب إسرائيل: وبلط زيادة ابن طاهر وأصلح بنيان السقف وبنى سقاية فى الحذائين.
وفى سنة ثمان وخمسين ومائتين، زاد أبو أيوب أحمد بن محمد بن شجاع-أحد عمال الخراج زمن أحمد بن طولون-فى الرحبة المعروفة برحبة أبى أيوب، والمحراب المنسوب إلى أبى أيوب هو الغربى من هذه الزيادة عند شباك الحذائين.
وفى ليلة الجمعة تاسع صفر سنة خمس وسبعين ومائتين، وقع فى الجامع حريق أخذ من بعد ثلاث حنايا من باب إسرائيل إلى رحبة الحرث بن مسكين، فهلك فيه أكثر زيادة عبد الله ابن طاهر والرواق الذى عليه اللوح الأخضر، فأمر خمارويه بن أحمد بن طولون بعمارته فأعيد فى السنة المذكورة على ما كان عليه، وأنفق فيه ستة آلاف وأربعمائة دينار وكتب اسم خمارويه فى دائر الرواق الذى عليه اللوح الأخضر.