منه، ورتب به جملة من العدس تطبخ كل يوم للفقراء فتسامع الناس بذلك وأتوا إليه من سائر القرى.
وفى سنة أربع عشرة بعد الألف، عمر به الوزير حسن باشا والى مصر مقام السادة الحنفية أحسن عمارة وبلطه بلاطا جديدا انتهى.
وفى أوائل الجزء الأول من تاريخ الجبرتى عند ذكر ترجمة الأمير إسماعيل بيك بن الأمير الكبير إيواظ بيك القاسمى من بيت العز والسيادة، المتوفى سنة ألف ومائة وست وثلاثين، أن للمذكور عدة عمائر ومآثر، منها أنه جدد سقف الجامع الأزهر وكان قد آل إلى السقوط، وأنشأ مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى وسيدى على المليجى وغير ذلك انتهى.
وفيه أيضا فى حوادث سنة تسعين ومائة وألف، أن الأمير عبد الرحمن كتخدا بن حسن جاويش القازدغلى أستاذ سليمان جاويش أستاذ إبراهيم كتخدا مولى جميع الأمراء المصريين، أنشأ فى مقصورة الجامع الأزهر مقدار النصف طولا وعرضا/يشتمل على خمسين عمودا من الرخام، تحمل مثلها من البوائك المقوصرة المرتفعة المتسعة من الحجر المنحوت، وسقف أعلاها بالخشب النقى وبنى به محرابا جديدا ومنبرا، وأنشأ له بابا عظيما جهة حارة كتامة، وبنى بأعلاه مكتبا بقناطر معقودة على أعمدة من الرخام لتعليم الأيتام من أطفال المسلمين القرآن، وجعل بداخله رحبة متسعة وصهريجا عظيما وسقاية لشرب العطاشى المارين، وعمل لنفسه مدفنا بتلك الرحبة وجعل عليه قبة معقودة وتركيبة من رخام بديعة الصنعة، وجعل بها أيضا رواقا مخصوصا بمجاورى الصعائدة المنقطعين لطلب العلم، يسلك إليه من تلك الرحبة بدرج يصعد منه إلى الرواق، وبه مرافق ومنافع ومطبخ ومخادع وخزائن كتب، وبنى بجانب ذلك الباب منارة، وأنشأ بابا آخر جهة مطبخ الجامع وجعل عليه منارة أيضا، وبنى المدرسة الطيبرسية وأنشأها إنشاء جديدا وجعلها مع مدرسة الآقبغاوية المقابلة لها من داخل الباب الكبير الذى أنشأه خارجهما جهة القبو الموصل للمشهد الحسينى وخان الجراكسة، وهذا الباب الكبير عبارة عن بابين عظيمين كل باب بمصراعين، وجعل على يمينهما منارة، وجعل فوقه مكتبا أيضا، وبداخله على يمين السالك بظاهر الطيبرسية ميضأة وأنشأ لها ساقية لخصوص إجراء المياه إليها، وبداخل باب الميضأة درجا يصعد منه للمنارة ورواق البغداديين والهنود، فجاء هذا الباب وما بداخله من الطيبرسية والآقبغاوية