للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الدول في سلطنة مراكش

جاء في برقيات هافاس من طنجة في ١٩ يناير أنه وصلت إليها بارجة تحمل
مندوب الجمهورية الفرنساوية لدى سلطان مراكش، وستصل غدًا دارعة إنكليزية
تحمل رجال السفارة الإنكليزية، وأما السفارة النمسوية فستسافر في ٢٦ يناير.
وقد تحقق أن صاحب مراكش استحضر ضابطًا من الإنكليز يعلمون عساكره
الفنون العسكرية، وأنهم يعلمونهم باللغة الإنكليزية لتبقى القوة العسكرية المراكشية
في أيديهم يوجهونها كيف أرادوا، ولا يمكنها أن تحارب إلا بهم، وهذا تسليم
معنوي للبلاد (وكل من لا يسوس الملك ينزعه) والمانع لصاحب مراكش أن يستعين
بأخيه صاحب القسطنطينية على التعليم والتمرين العسكري التنازع على لقب خليفة
الذي أهلك الإسلام في السلف والخلف، وما كان أهله ليعتبروا، ولا يترك
رؤساؤنا الحرص على هذا اللقب الذي لم يبق له معنى حتى لا تبقى سلطة
لمسلم على وجه الأرض والله يفعل ما يشاء.