إلى منشئ المنار وناظر دار الدعوة والإرشاد بمصر مولانا رئيس أهل السنة والجماعة محمد رشيد رضا: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيا مولانا، إني رجل من معلمي العلوم الإسلامية في بلد (القواندن) ، يا سيدي؛ إن دين الإسلام في الصين داخل في الضعف والخمود يومًا فيومًا كأنه على شفا جرف هارٍ، لا حول ولا قوة إلا بالله تعالى. سببه: أن مسلمي الصين أكثرهم قليلو الديانة وجاهلون للعلوم الإسلامية والقرآن والحديث وتاركون للصلاة والفرائض، بل أكثرهم لا يعلمون حقيقة الإيمان وهم مقلدون. وأكثرهم ما كان لهم علم واسع ولا ديانة. يشتغلون بقراءة القرآن عن الغير عن تعليم العلوم الإسلامية ونظر الكتب الدينية وتبليغ الشرع. وإن الفقير (أنا) تحسر على غربة الدين في الصين، ووضع هو وإخوانه مجلة الإسلامية الدينية العلمية المترجمة بالصينية. ويرتجي الآن أن يستعين على هذا الخطاب الخطير من جنابكم، وأنه استمع أن مجلة المنار كأنها شمس، ولم يَرَ وجهها الجميل، وترجى أن يشتري نصيبًا منها كل شهر وترجمه وشاعه (كذا والمراد ترجمة هذا النصيب وإشاعته في الصين) ولكن لم يدرِ محلة مجلتكم الشريفة. فالمرجو من كرمكم أن تخبروني محلة مجلتكم وكيفية الشراء وثمن الجرائد المنارية كم هو لأرسل إلى جنابكم الثمن والسلام. في أوائل شهر المحرم الحرام. الداعي أحقر خادم الطلبة ومبلّغ الدين الإسلامي ومدير المجلة الإسلامية في القواندن. ... ... ... ... ... عثمان بن الحاج نور الحق الصيني الحنفي الجواب (المنار) لبيك لبيك، وسلام عليك وعلى مَن لديك ورحمة الله وبركاته. ومجلة المنار تُرسل إليك هدية مع هدايا أخرى، واعلم أن صاحب المنار ليس رئيسًا لأهل السنة والجماعة بل خادمًا ضعيفًا مخلصًا، بل ليس لأهل السنة والجماعة رئيس عام يعني بشؤون الإسلام، والذنب في ذلك عليهم فإنهم فوضى، ولكن يرجى أن يتجدد لهم في هذا العصر شيء من النظام.