بهذا الجزء تمت سنة المنار الثالثة بتوفيق الله ومعونته. وفضله وحسن هدايته. وقد رأى القراء أننا زدنا حسنًا. في الصورة والمعنى. فقد كان مجلد السنة الثانية ٧٦٨ صفحة , ومجلد هذه السنة ٨٦٤ صفحة فالزيادة ٩٦ صفحة وهو أحسن ورقًا وطبعًا , والفضل في هذا لمطبعة الترقي العامرة التي أسست لترقية هذه الصناعة في القطر المصري. ونعد القراء بأننا سنزيده مادة وإتقانًا في السنة الآتية حيث تكون صفحاته ٩٦٠ بزيادة نحو مائتي صفحة عن السنة الثانية. وسنوسع فيه دائرة المباحث العلمية والأدبية والتاريخية. أما ما يدعو إليه المنار من الإصلاح الديني وأنه شرط في كل اصلاح فإننا نرى الاقتناع به يزداد وينتشر بالتدريج الطبيعي الذي ترجى فائدته , وجميع العقلاء والفضلاء في القطر المصري وغيره راضون عنه ومنشطون عليه. نسمع ذلك من عقلاء المصريين مشافهة , ويبلغنا من غيرهم بالمكاتبة فإذا كان وزير مصر الأكبر دولتو رياض باشا يقول لنا في كل مجلس نحضره: إن ما يكتب في المنار نافع جدًّا ولا نجاح للمسلمين إلا به. فإن شمس العلماء الشيخ شبلي النعماني مدرس العلوم العالية في كلية عليكده في الهند لا يكتب لنا مكتوبًا إلا ويقول فيه: (إن العالم الإسلامي مديون لكم بهذه الخدمة) , وأمثال ذلك. ومثل هذه الأقوال والمكاتبات من عظماء المسلمين كثيرة. والفضل في هذا كله لنصير العلم والدين وحكيم الإسلام والمسلمين مولانا الأستاذ الأكبر الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية الذي هو مرشدنا الأول إلى هذا المشرب , ولا نزال نستقي من ينبوعه ونقتبس أنوار القرآن من مجالس تفسيره. وسنكمل في السنة الآتية المباحث التي ابتدأناها في هذه السنة وما قبلها كمبحث الكرامات والخوارق , ومبحث مدنية العرب. ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لما فيه الخير والفائدة , ويقينا عثرة القلم وزلة القدم , وينصر سلطاننا ويؤيد أميرنا ويسعد أمتنا وبلادنا , وسلام على المرسلين , والحمد لله رب العالمين.