للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


خاتمة السنة الخامسة عشرة

نختم السنة الخامسة عشر من سني المنار بحمد الله الذي يحمد على كل حال،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وكرام الصحب والآل، وقد علم القراء أننا قضينا
أكثر من نصف هذه السنة في السياحة، وأن سياحتنا بفضل الله للخدمة العامة،
ليس لنا فيها مصلحة خاصة، ولم نقصر -ولله المِنّة- في العناية بما كتبنا واقتبسنا
للمجلة، إلا أن أغلاط الطبع كانت أكثر بالطبع، ولم يرد علينا في هذه السنة
انتقاد على المنار يذكر، ولم نجد من المشتركين الماطلين وفاء يُشكر، وقد زادت
الإدارة قيمة الاشتراك في هذا العام بغير إذن مني، لأنها رأت هذه الزيادة ضربة
لازب، فأما أهل الوفاء والفضل فقد تلقوها بالقبول، ولو كان كل المشتركين أو
أكثرهم مثلهم لما احتيج إليها، وأما الماطلون المسوّفون فقد يشكون منها وهم السبب
فيها، وإننا نذكر أهل العلم والرأي بما ندعوهم إليه في كل عام من تذكيرنا وتنبيهنا
إذا نسينا أو أخطأنا، بمشافهتنا أو الكتابة إلينا، لا بالغيبة والسباب والنبز بالألقاب،
كما يفعل أهل الأهواء. يكتمون عن الإنسان عيبه، ويتركون النصيحة الواجبة له
ويعيبونه عند الناس ولو بما ليس فيه، وسينبذ أمثال هؤلاء جميع العقلاء
والفضلاء، والعاقبة للمتقين، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.