محمد ابن الخوجه رئيس قلم المحاسبة بوزارة تونس من سروات التونسيين وفضلائهم، وهو يضع تقويمًا سنويًّا يسميه الروزنامة التونسية وسنة ١٣٢٣ هي السنة الخامسة لهذا التقويم، وقد زادت صفحاته فيها على خمسمائة صفحة من القطع المتوسط، والكلام فيه على خمسة أقسام: فلكي، وأدبي، وسياسي، وإداري، وتجاري. وقد ذكر في القسم الأدبي من هذه السنة زيارة رئيس جمهورية فرنسا لتونس سنة ١٣٢١ وزيارة باي تونس لباريس ١٣٢٢ وما لقيه كل واحد من الاحتفال والحفاوة، وتاريخ نشأة العلائق بين فرنسا وتونس، وذكر من القسم السياسي نظام الحماية في تونس والقواعد النظامية فيها، ودوائر الحكومة وكبار علمائها ورجالها. وتكلم في القسم الإداري على الوزارة، والكتابة العامة، والإدارة والمجالس الشرعية وجامع الزيتونة الأعظم، والجمعية الخلدونية وغيرها من الجمعيات والمدارس والمستشفيات، والمجالس، والمصالح الكثيرة، والمعارف، وجيش الاحتلال والبحرية الفرنسية، والمذاهب والملل، وغير ذلك. فهذه الروزنامة تاريخ رسمي أو شبه رسمي لتلك المملكة لا يستغني عنه محب التاريخ وثمنها في تونس خمسة فرنكات وأجرة البريد فرنك واحد.