للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


خاتمة السنة الثالثة عشرة
تمت السنة الثالثة عشر للمنار بحمد الله وتوفيقه، وقد كتبنا ثلاثة أرباع هذا
المجلد في القسطنطينية؛ تارةً في فنادقها وتارةً في المراكب البخارية التي تجول في
زقاقها (البوسفور) ، ولم يتيسر لنا تصحيح أكثر ما كتبناه فكان الغلط فيه كثيرًا،
وقد وضعنا جداول للمهم مما عثرنا عليه منه ونشرناه في الأجزاء الماضية،
ولشقيقنا السيد صالح والسيد حسين ما في الأجزاء الثمانية الأولى من التقاريظ، وقد
ذيل كل منهما ما كتبه بإمضائه، وهما اللذان اختارا بعض الرسائل التي جاءت
المنار أو وردت في بعض الصحف، ولهما بعض الهوامش؛ كالتعريف بأصحاب
الرسائل أو القصائد التي نشرت في تلك الأجزاء؛ وكتفسير بعض الألفاظ، وخبران
في آخر ص ٣٩٢ كتب هذا باسم المنار، وتنبيه في آخر ص ٦٩٦ نُشِرَ خَطَأً ولا
حاجة إليه.
أما الانتقاد على المنار، فلم يرد إلينا شيء منه على شرطنا في هذا العام إلا
ذكرناه وبينا ما عندنا فيه، فمن أرسل شيئًا من ذلك ولم يره، فليذكرنا به أو لِيُعِدُهُ
إليها لعله فُقِدَ أو أهملت إدارة المجلة إرساله إلينا ونحن في سفرنا، وندعو أهل العلم
والإخلاص إلى تعاهدنا بالانتقاد والنصيحة عندما يجدون ما يوجب ذلك، ونحن على
وعدنا بنشر نقدهم، فمن عاب المنار أو خَطَّأَهُ ولم يكتب ذلك إليه فهو فاسق مغتاب
لا قاصد لبيان الحق والصواب.
وأما المشتركون فالماطلون منهم كانوا أشد مطلاً، وأقل وفاء في هذه السنة
التي غبنَّا أكثر شهورها، وقد انتدب أحد الأنجاد الأمجاد في تونس لتحصيل حقوق
المنار من المشتركين، والحق أن للكثيرين منهم ومن غيرهم بعض العذر بما ألفوا
وتعودوا من عدم دفع المال إلا بالإلحاح في السؤال، ونحن قد أكرمناهم أن نلح
عليهم، ووكلنا الأمر إلى مروءتهم، وما كل أحد يخطر بباله هذا فالتقصير منا أكثر
واللوم علينا أكبر.
وفي الختام، نسأل الله تعالى دوام التوفيق والإخلاص، وله الأمر من قبل
ومن بعد، وصلاة وسلام على المرسلين، وتحية ورضوان على المصلحين،
والحمد الله رب العالمين.