استولت طلائع البويرس على ١٥٠٠ بغل بالقرب من لاديسمث، ولم يذكر ما تحمله أو تجره هذه البغال من الذخائر والأثقال، إلا أن روتر قال: إنها جرّت معها جملة من المدافع، واعترف روتر بأن البويرس يحسنون الرماية، وفي ٣١ أكتوبر حمل البويرس على لاديسمث حملة منكرة، وكانت هذه ملحمة عظيمة فازوا فيها فوزًا مبينًا، وأظهروا من البراعة في فن الحرب ما خدعوا به قواد الإنكليز وضباطهم الذين جُبِلَتْ طينتُهم بماء الخداع، قال روتر: إنهم أفسدوا بالخدعة التدبير الحربي الذي وضعه الجنرال السر جورج هوايت، فإنهم غادروا المركز الذي كان يظهر في نظر الإنكليز أنه الموقع الأساسي لهم، ثم هجموا على جناحنا الأيمن الذي كان ينبغي تعزيزه بقوة من جناح القلب، فأمطروا عليه نارًا حامية، فارتد الإنكليز على أعقابهم، وقال: أُعلن رسميًّا أن فرقتي الإيرش فوزيلرس وجلوسترشير والبطارية العاشرة التي كانت انتزعت للدفاع عن الجناح الأيسر قد اضطر الجميع إلى التسليم بعد خسائر جسيمة جدًّا، وكان البويرس أحاطوا بالجنود التي أُلجئت إلى التسليم، ويبلغ عددها ٤٢ ضابطًا و٢٠٠ جندي، ثم ذكر أسماء الضباط الذين جرحوا وقال: إن الجنرال هوايت إنه وحده المسئول عن هذا المصاب الفادح، هذا ملخص الخبر الرسمي، ولم يذكر أحد عدد القتلى، ولا شك أنه كثير جدًّا، وقد وقع خبر هذا الانتصار في إنكلترا أسوأ وقع، حَمَل الحكومة على زيادة الاستعداد، وشمتت بهم أوربا عامة وفرنسا بوجه خاص. وبعد هذه الملحمة انقطعت هذه الأخبار البرقية بين مدينة لاديسميث وبين غيرها، وآخر الأخبار عنها أن البوير أحاطوا بها من كل جانب، وفي برقيّات (أي الأخبار البرقية، وسنستعمل هذه الكلمة بمعنى التلغرافات دائمًا) أمس أنه قتل في معركة يوم الاثنين بالقرب من لاديسميث ستة ضباط و٥٤ رجلاً، وجرح ٩ ضباط و٢٣١ رجلاً، وقتل اللفتننت مكدوكال من الطوبجية الملكيين والميجربوس، واللفتننت ماردن وفورستر من الفرقة (الأورطة) ٦٠ من آلاي ريفل، والماجور جراي، ونضرب صفحًا عن ذكر أسماء الجرحى من الضباط إلا قائدهم الجنرال هوايت، وفيها أن البويرس احتلوا بلدة كولنسو وهي تبعد عن لاديسميث ١٣ ميلاً من جهة الجنوب، وقال (المقطم) : إنه قد بلغ عدد من قتلهم وجرحهم البويرس من الإنكليز ٣٥٠٠ رجل.