للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


التقريظ

(معونة الرحمن في مذهب أبي حنيفة النعمان)
أرجوزة في مذهب الحنفية من نظم الشيخ إسماعيل أحمد الإسلامبولي أصلاً
المصري وطنًا، وقد كتب إلينا صاحبها (بحثت في الكتبخانة مدة على منظومة في
المذهب الحنفي كالألفية في النحو؛ فوجدت منظومات كثيرة منها ما هو أربعة آلاف
بيت ومنها ما هو سبعة آلاف بيت وما بين ذلك، فاستعنت الله ولخصت المذهب في
ألفي بيت، وسميتها كذا، وقد طبعتها بعد أن قرَّظها الشيخ محمد راضي والشيخ
محمد بخيت والشيخ محمد عشري، وتباع النسخة بقرشين في مصر بمكتبة الشيخ
أحمد المليجي قريبًا من الأزهر، وبمكتبة درويش سليمان بالسيدة زينب) إلخ،
وهاك نموذجًا من الأرجوزة من أول كتاب الصلاة.
فرض على مكلف وتطلب ... من ابن سبع وابن عشر يضرب
تاركها تكاسلاً يعزر ... بحبسه وجحدها مكفر
والصلوات فرضت في خمس ... فصل ركعتين قبل الشمس
وأربع العشا وظهر عصر ... ثم ثلاثًا مغربًا كالوتر
فالظهر من زوالها حتى ترى ... ظلك مثليك بمثل قدرا
والفيء لا يحسب عند القيس ... ظل يرى عند وقوف الشمس
والعصر منها للغروب في الأفق ... ومغرب منه إلى غيب الشفق
ثم العشا فالوتر لانفلاق ... والصبح بين الفجر والإشراق
ولم تجز صلاة فرض أو وجوب ... عند شروق واستواء وغروب
وقد وصف الشيخ محمد راضي نظمها بالسهولة في العبارة، والرقة في
الإشارة، ووصفه الشيخ بخيت برقة العبارة ودقة الإشارة.
***
(العقل والدين)
قصة أدبية تاريخية موضوعها حياة موسى المشترع الإسرائيلي العظيم
وتحرير العبرانيين من عبودية المصريين وتأسيس المملكة الإسرائيلية والشريعة
الموسوية ومصادرها، مؤلفها رفول أفندي سعادة صاحب مقالات سوريا والإسلام
التي لم ينس القراء ردنا عليها في السنة الماضية. حاول المؤلف في هذه القصة
إقناع القارئين بأن موسى -عليه السلام- قد اخترع الشريعة التي جاء بها اختراعًا
اعتمد فيه على ما اقتبسه من الشريعة والديانة المصرية التي تلقاها من أعظم الكهنة
المصريين وأعلمهم. وإننا نقول: إذا جاز للإنسان أن يخترع قصة يعزو فيها أقوالاً
وأعمالاً إلى أناس مجهولين لأجل العبرة والموعظة أو الفكاهة والتسلية -أفلا يجوز
أن يعزو مثل هذا إلى الأنبياء وأهل الشرائع والأديان؛ لأجل زلزلة الاعتقاد بهم أو
إزالته. وقد كنا تنسمنا مما كتبه واضع القصة في الإسلام أنه لا يؤمن بدين من
الأديان فحققت لنا هذه القصة ما كنا قد استنبطناه من كلامه المخترع في الإسلام.
ولست أعرف ما يقصد إليه المؤلف بكلامه في إبطال الأديان ومحاولة إقناع الناس
بأنها وضعية مختلقة، أيظن أن ترك الدين يرقي البشر في آدابهم وأخلاقهم التي هي
منبع سعادتهم وهناء معيشتهم، أم يبتغي بما يكتب الشهرة والانتظام في سلك ملاحدة
الفلسفة؟
أكثر البشر يؤمنون بالدين ومنهم العلماء والفلاسفة وقد ارتاب كثيرون في
دينهم؛ لأنهم وجدوا فيه ما لا يمكن التصديق به سواء كان منه أو مما ألصق به
الرؤساء المتبعون حتى تعذر الفصل بين الأصل والدخيل، ولكن أغلب هؤلاء
المرتابين لم ينكروا فائدة الدين الذي أنكروه ولم يستحلوا تشكيك العامة فيه. وقد قال
أحد الفلاسفة الأوربيين المتأخرين قبل موته: إن هذا الشيء الذي يسمونه دينًا نافع
للبشر وليس عندي من الدلائل العلمية ما يثبته ولا ما ينفيه، والأولى للناس أن
يثبتوا عليه.
إذا أمكن أن يتربى أفراد من الأمة على الفضائل بالعمل وحسن القدوة ومن
غير تلقين للدين، بحيث ينشئون على حب الخير واجتناب الشر، فلا يمكن أن
تتربى الأمة كلها أو أكثرها على ذلك، وأما الدين فيصح أن يكون وازعًا عن الشر
وباعثًا على الخير لجميع الناس؛ إذا عرفوه بروحه وجوهره وأزاحوا عنه غواشي
التقاليد التي غشيته وعلموا أنه سار على سنة الارتقاء كسائر الشئون البشرية فاتبعوا
فيه الهداية الأخيرة التي جاء بها خاتم النبيين، وإلا كان نافعًا للعامة دون الخاصة
فهو على كل حال نافع للناس، فالجهاد لإبطاله بالمرة جناية عظيمة لا تأتي إلا عن
هوى ضار.
يقول رفول أفندي سعادة وأمثاله ممن مرقوا من الدين ثم انبروا لمناضلته: إن
للدين مضرات مشهورة في إفساد عقول الناس بالخرافات وحملهم على عداوة العقل
والعلم النافع، وتقول: عليكم بمحاربة الخرافات والأوهام ومناهضة أهلها من
الأحبار والقسيسين وتربية الأولاد على الاستقلال ودعوا الأنبياء وأصول
تعاليمهم النافعة إن كنتم تحبون أن تفيدوا الناس وإلا فأنتم للشهرة الضارة
تطلبون.
***
(كلم القرآن)
وضع العلماء كتبًا كثيرة في تفسير ألفاظ القرآن الغريبة منها المطول
والمختصر ومنها المنظوم، وقد انبرى في هذه الأيام محمود أفندي شكري كاتب السر
في مديرية المِنيا لوضع كتاب في ذلك، امتاز على غيره بوضع كلم القرآن على
حدتها مفصولا بينها وبين تفسيرها بخط عمودي، وربته على ترتيب السور واعتمد
في تفسير الألفاظ على كتب اللغة غالبًا، وقد طبع الكتاب في مطبعة المنار طبعًا
جميلا فبلغت صفحاته ١٩٢ وهو يطلب من مؤلفه في المنيا.
***
(الفصول البديعة في أصول الشريعة)
كتاب جديد وضعه محمود أفندي عمر الباجوري لخص فيه كتاب جمع
الجوامع المشهور، وضم إلى ذلك فوائد أخرى فالفصل الأول: في العقيدة، وهي
جمل وجيزة على الطريقة النظرية التي جرى عليها المتكلمون، والفصل الثاني: في
مقدمات أصول الفقه، وسائر الفصول إلى التاسع في مباحث الأصول، والفصل
العاشر في أصول ومسائل أدبية وفلسفية. وصفحات الكتاب تناهز المائة وثمنه
أربعة قروش، ولعله يكون مُرّغبًا للمتخرجين بالمدارس العصرية في النظر في
علوم الأصول الإسلامية لأجل الوقوف على تفصيل ما أجمله هذا المتن الوجيز.
***
(الدروس الابتدائية في المبادئ الجغرافية)
كتاب يدل اسمه على مسماه أودعه مؤلفه سيد أفندي محمد ناظر المدرسة
التحضيرية ما يتعلمه تلاميذ المدارس الابتدائية في السنة الأولى حسب قانون
المعارف. وقد راج هذا الكتاب في المدارس الأهلية لسهولته وحسن وضعه فأعاد
المؤلف طبعه في هذا العام، وزينه بالرسوم التي تشوِّق التلميذ وتعين الأستاذ على
التعليم.
***
(هداية الطلاب إلى حل مسائل الحساب)
عني بوضع هذا الكتاب عبد العزيز أفندي وعلي أفندي صبحي المستخدم في
دار الكتب المصرية (الكتبخانة الخديوية) وقد طبع الجزء التحضيري منه، وهو
يشتمل على (مسائل محلولة وغيرها، وقوانين عمومية لتلامذة السنة الأولى والثانية
من المدارس الابتدائية حسب آخر بروجرام قررته نظارة المعارف العمومية) ،
وسيتلوه الجزء الثاني لتلاميذ السنتين الثالثة والرابعة، ولا شك أن هذا الكتاب يعين
التلاميذ على إتقان الحساب بالسهولة، فنحثهم على مطالعته وهو ويطلب من مؤلفيه
وثمن النسخة منه ١٥ مليمًا.