للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


رحلة الحجاز
(٢)

تابع لما في الجزء الخامس
ضربت وزارة الداخلية يوم السبت الخامس والعشرين من شهر صفر
(الموافق لأول الميزان ٢٣ سبتمبر) موعدًا لسفر ركب المَحمل المصري من القاهرة
إلى السويس وآذنت مريدي الحج بأن يكونوا قبل ذلك اليوم في السويس ليأخذوا فيها
أهبتهم ويتبوءوا أمكنتهم من الباخرتين اللتين أعدتها لحملهم إلى جدة. وبينا أنا
منهمك في الاستعداد للسفر بشراء ما ينبغي شراؤه، وترتيب ما تقرر حمله، وإعداد
ما تحتاج إليه الدار، وإدارة المنار، خطر في بالي أن أكتب رسالة في مناسك الحج
أبين فيها أحكامه وحكمها بعبارة سهلة، مأخوذة مما صح في السنة، وأن أطبعها
وأحملها معي هدية للحجاج الذين أصحبهم وألقاهم. فشرعت في ذلك وقت الظهر
من يوم الأربعاء فكنت أكتب عدة سطور ثم أترك الكتابة عدة دقائق للاشتغال بشيء
ضروري. ثم إنني اضطررت إلى ترك الكتابة من ظهر يوم الخميس إلى ضحوة
يوم الجمعة، ثم قضيت أصيل ذلك النهار وغسق الليل خارج المكتب والدار،
فتعذر الجميع بين إكمال المناسك والسفر في يوم الجمعة فأكملت في هذا اليوم
(الجمعة) فكانت أكثر من كراستين وقد ضاق الوقت على طبعهما قبل السفر؛ إذ
تعين أن يكون آخر موعد له قبل الظهر بساعة من يوم السبت، فاضطررت بعد
جمع حروفهما ليلاً إلى اختصار الأولى بالحذف من عدة مواضع منها، وطبعت بعد
أن نمت فلم أتمكن من تصحيحها، فلذلك كثرت أغلاطها، وتعذر على المطبعة أن
تجهز لنا ضحوة السبت جميع النسخ فاكتفينا بحمل مئات منها.
ركبنا القطار الحديدي مع السيدتين الوالدة والشقيقة قبيل انتهاء الساعة الحادية
عشرة من يوم السبت ببضع دقائق، وكان ركب المَحْمل قد سافر في قطار خاص
في أول هذا اليوم، وودعنا في المحطة الأهل والإخوان، وخاصة من علم بموعد
سفرنا من الخلان، وقد كنا بلونا لوعة الوداع بتعدد الأسفار، وكان أشجاها وداع
الوالدين والأقربين والأصدقاء عند الهجرة إلى هذه الديار، ولكنني لم أذق قبل هذا
اليوم لوعة توديع الأهل والأولاد؛ لأنني لم أكن في حال سفر من أسفاري السابقة
زوجًا ولا والدًا.
***
نبذة فلسفية في الوداع وما
فيه من تهذيب الطباع
قرأت قبل سفري الأول كثيرًا مما قال الأدباء والشعراء في الوداع، وحفظت
من أشعارهم ما لا يسهل علي أن أتذكره الآن، ولا أحب أن أشغل بالتطويل في هذا
الموضوع قراء هذه المجلة، ولا أن أترك الإلمام به وهو من أهم مسائل علم النفس
التي تفيد بصيرة في علم التربية.
إنني عند وداع الوالدين وذوي القربى والأصدقاء في سفر الهجرة إلى مصر
وجدت في نفسي وفيمن ودّعت منهم مصداقًا لقول الشاعر:
لو كنت ساعة بَيْنِنا ما بيننا ... ورأيت كيف نكرر التوديعا
لرأيت أن من الدموع محدِّثًا ... وعلمت أن من الحديث دموعا

فقد كان الحديث للدموع وحدها؛ لأن لسان الفم حبس فخرس، ولسان العينين
انطلق بالكلام المنسجم، وقد كتبت إلى بعضهم بعد الوصول إلى مصر عبارة
شعرية كنت شعرت بأنها حقيقة وجدتها في نفسي، وهي أنني وجدت وجد المودَّع
ولوعته يساويان وجود جميع من ودعوه وإن كثروا، لأن كل واحد منهم فارق
محبوبًا واحدًا وهو قد فارق أحبابًا كثيرين يجد في نفسه من الألم لفراق كل منهم
مثل ما يجده ذلك الفرد لفراقه هو، فالصواب أن لكل نوع من أنواع الوجدان
والشعور واحدًا يختلف باختلاف أمزجة الناس ويتفاوت في الأفراد بتفاوت ما يثيره
في قلوبهم، ولو أمكن أن يوضع للإدراكات النفسية موازين كموازين الحرارة
والرطوبة والثقل لعلمنا بها أقصى حد لألم الفراق في نفس العاشق الواله، وفي
نفس مثل الزوج، والوالدة والوالد، وهو إنما يبلغ حده الأقصى إذا كان الفراق بعيد
الشُّقة، أو عرضة للهلاك. أو شدة المشقة، كسفر ابن زريق من بغداد إلى المغرب
في ذلك العصر، فهو لولا الخوف من الفراق الأبدي لمن أحب لما قال في وداعه
يومئذ قول العاشق الممثل لما في فؤاده، لا قول الشاعر المصور لما في خياله:
ودعته وبودي لو يودعني ... طيب الحياة وإني لا أودعه
كم قد تشفع بي ألا أفارقه ... والضرورات حال لا تشفعه
وكم تشبث في يوم الرحيل ضُحًى ... وأدمُعي مستهلات وأدمعه
لا أكذب الله، ثوب العذر منخرق ... عني بفرقته لكن أرقعه

ذلك بأن وداع الأحباب عند سفر قاصد (قريب) إلى خير مرجوّ في حرم
آمن، ليس كالوداع في سفر بعيد يضعف فيه الأمل، فيما يثيره من الوجد والألم.
بل أقول: إن الأنفس تهوى بعض الآلام الخفيفة، وتجد في باطنها لذة خفيفة كلذة
العاشق المُستكنّة في هجر محبوبه إياه هجر دلال أو هجر مَلال، بما فيه وما يتلوه
من تهييج عواطف الحب والوجد والاشتياق، الذي يشبه كد الذهن وإتعابه في حل
المسائل العلمية العويصة، أو إجهاد البدن في بعض الأعمال الواجبة أو الرياضيات
المستحبة، في أن كلاًّ من ذلك جامع بين الألم واللذة، أو ربما يترتب عليه من لذة
الشكوى والعتاب كما قالت عليّة بنت المهدي:
وأعذب أيام الهوى يومك الذي ... تروع بالهجران فيه وبالعتب
إذا لم يكن في الحب سُخط ولا رضًا ... فأين حلاوات الرسائل والكتب

وإذا كان لكل شعور ووجدان نفسي غاية وحد فسواء كان السبب الذي يبلغ به
منتهى حده واحدًا أو متعددًا، وإذا كان الغلو في حب الوالد أو العشق أو غيرهما من
شأنه أن يترتب عليه بلوغ تلك الغاية وهو قلما يكون إلا في حب الآحاد من الأولاد
والأحباب فإن الحب المتفرق على المحبوبين المتعددين من جنس واحد كالأولاد أو
من عدة أجناس لا يكاد يكون إلا دون الحد الأقصى- إذا كان ما ذكر كما ذكر وهو
ما نراه، فتلك القاعدة الشعرية التي كنت كتبتها لا تصدق بالاطراد، بل الأكثر أن
لوعة الفراق المتفرقة على الكثيرين تكون دون اللوعة المقصورة على الأفراد.
هذا وإن سفرنا إلى الحجاز سفر قاصد لأداء فرض لازم في عام يقل فيه عدد
الحجاج فتسهل فيه مراعاة الحكومة لصحتهم، والبلاد سالمة من الأوبئة فالرجاء قوي
بأن تؤدى الفريضة فيه بالسهولة في مدة شهر واحد. ففراق الأهل والصحب في
مثل هذا السفر ليس من شأن وداعه أن يثير منتهى الأشجان، وينطق الدموع
ويخرس اللسان، وناهيك بمن كان مثلي مسافرًا مع أشد الناس حبًّا له -والدته
وشقيقته- وكم ودع الناس بعضهم بعضًا في مثل هذه الحال ضاحكين مسرورين،
وكذلك ودعنا الأهل والأصدقاء في محطة مصر ودخلنا القطار، ولما وقفت في
النافذة وقدم إلي محمد شفيع ونُعمى لأجل القُبلة الأخيرة، اضطربت عاطفة الأبوة
في جميع أعماق النفس، فاضطرمت لوعة فراقهما في سُويداء القلب، ففاضت
العينان، واعتقل اللسان، وخانتني تلك الإرادة التي كنت أكابر بها الأشجان،
والعزيمة التي تعودت أن أملك بها أزِمة الوجدان، حتى عند الصدمة الأولى بموت
الأخوة والإخوان، وما ذاك إلا أن ألم توديع الأولاد مشوب بلذة، لا تستجمع
لمقاومته كل قوة الإرادة، وألم مثل تلك الصدمة، هو الذي توجه لاحتماله كل
العزيمة.
تذكرت في هذا المقام ما قاله صديقنا عبد الحميد الرافعي شاعر طرابلس الشام
في توديع أولاده عند سفر له إلى الآستانة، وهو قوله من قصيدة:
لست أنسى ساعة البين وما ... هي إلا فَكّ روح من جسد
رمت فيها الصبر لكن لم أطق ... وحبست الدمع لكن لم يكد
وبروحي غررًا قبلتها ... لجبين الحُسن منها مستمد
من صغارٍ كاللآلي لجلجلت ... منهم الألسن والجفن اطّرد
بعضهم أبكاه مرأى من بكى ... ليس يدري قطّ ما اليوم وغد
والذي لاح له معنى النَّوى ... أطبق الدمع عليه فارتعد
هل سمعتم يالقومي عاشقًا ... أَنِسَ الظبي به وهو شرد
ليتني فارقت عيني والحشا ... قبلما فارقت أهلاً وولد
أودعوني عندما ودّعتهم ... حسرة كانت من الموت أشد
كلهم ينشدني قرب اللقا ... حاسبًا للعَوْد أيامًا تُعَدّ
والذي لا يعرف النطق غدًا ... نُطقه الإبما بعين أو بيد

وما بيني وبين هذا الصديق إلا أن سفري خير من سفره، وولدي أصغر من
ولده، فقد كان بعض ولده يفهم معنى الفراق والسفر، ونُعمى لم تكن أتمت السنة
الثالثة، وشفيع كان في أول الشهر الخامس عشر، وكان سبب سفره أن الشيخ أبا
الهُدى الشهير غضب عليه غضبة مضرية، قطعت عليه موارد الرزق بعزله عن
أعمال الحكومة، فرحل إلى الآستانة يستعطفه ويسترضيه، عسى أن يعود بجاهه
إلى عمله أو عمل يفوقه أو يساويه، معلق القلب بين الفوز بالأمل، وبين الخِزي
والفشل، لا يدري أيعود كما رجا أهله بعد أيام تُعَدّ، أو بعد شهور أو سنين لا تعد،
حسب القاعدة المطردة في كل عمل يطلب من حكومة الآستانة! فأين السفر إلى تلك
العاصمة، لطلب الرزق من أولئك الباخلين المخلفين؛ من السفر إلى مكة المكرمة،
لطلب المغفرة والرحمة من أرحم الراحمين؟ لقد كان ذلك الشاعر جديرًا بأن لا تعود
إليه السكينة، إلا بعد أن ينقلب إلى أهله بما يرجو من الوظيفة.
وأما هذا الكاتب فقد عادت إليه سكينته بعد سير القطار بساعة زمانية، وإنما
كان يفكر أحيانًا فيما يرجو من الاهتمام بصحة ولديه في غيبته، واستشارة الطبيب
حتى عند الحوادث التي لم يكن يستشيره في مثلها، وقد ضعف التفكر في ذلك وفي
غيره من أمور الدنيا منذ الإحرام إلى التحلل التام منه بأداء المناسك كلها، حتى كأن
الإنسان يدخل بمجرد الإحرام في عالم آخر.
والعِبرة فيما بيناه من فلسفة الوداع أن نذكّر القارئ بأن ألمه هو أول فوائد
السفر المهذبة للنفس ولا سيما نفس الوالد، وقد غفل عنها من حصر ذلك في خمس
فوائد. وإنني رأيت لبعض من آثر العُزبة وبعض من حُرم النسل يظنون أن الولد
من منغصات العيش في الدنيا؛ لأن غبطة النفس به، وقُرّة العين برؤيته، ولذة
الأمل بطول عمره وحسن مستقبله، لا توازي وداعه عند السفر، والحذر عليه من
الموت أو المرض والضرر، دَعْ هَمّ الوالد في تربيته وتعليمه في حياته، والخوف
من سوء حاله بعد مماته، ولا سيما إذا كان قليل المال، وكثر عليه العيال. وما
هذه الظنون، إلا من أوهام الكُسالى والمحرومين، إلا أن عدم إقدام فاقد المال أو
قليله على الزواج، له وجه في هدي الشرع وآراء الناس. وأما ما يدخل في
موضوعنا منها وهو لوعة الوداع ومرارة الفراق، وما يتلوها من حرارة الاشتياق،
فهو من أعظم فوائد نعمة الأولاد على الوالدين في تهذيب أنفسهم، وتثقيف عواطفهم،
وإعلاء هممهم، وتقوية أريحيتهم، وهي على ما فيها من الفوائد، حلوة الطعم في
ذوق الوالد، كما يستحلي العشاق تجنِّي الحبيب، ويقولون: ضرب الحبيب زبيب،
ولو قيل للمشتاق: أتحب أن تخمد حرارة هذا الشوق في قلبك فتمسي لا تذكر من
تشتاق ولا تحنّ إلى لقائه؟ لقال: لا. وفي معناه قول قيس العامري:
وقالوا: لو تشاء سلوت عنها ... فقلت لهم: وإني لا أشاء

ذلك بأن ما يهيج الوجد مما يشبه نغمات الألحان، المثيرة للأشجان،
والمحركة للأحزان، على شهداء الحق في سبيل الإيمان أو الأوطان، الحافزة
إلى الأخذ بثأرهم، والرغبة في اقتفاء آثارهم، وهي مما يرغب فيه الفضلاء،
ويحث عليه الحكماء؛ وأن بكاء الفراق، الذي يُرجى بعده التلاق، كالبكاء من
خشية الله -عز وجل- يحسبه من لم يذق طعمه عذابًا وألمًا، وما هو إلا نعيم
وغِبطة، ولذلك قال من ذاق فعرف: أهل الليل في ليلهم، أطيب نفسًا من أهل اللهو
في لهوهم. وقال بعضهم: لو يعلم الملوك ما نحن فيه لقاتلونا عليه بالسيوف، ولا
تكمل تربية أحد إلا بركوب الصعاب وحمل الآلام والأثقال.
وأبعد تلك الظنون بل الوساوس عن الحقيقة وأوغلها في الوهم ما توسوس به
النفس لبعض المحرومين: أن خوف الوالد أن يموت قبل أن يرشد ولده ويستقل
بنفسه في معيشته، أو يكون له مورد واسع من الرزق يعيش به - ينغص عليه
غبطته وسروره بوجوده. وقد سمعت مثل هذا ممن يعد نفسه ويعده بعض الناس من
علماء الأخلاق، وما هو إلا من أسرى الوساوس والأوهام، فإن تفكر الناس في
مستقبل أولادهم من بعدهم أو احتمال موتهم من قبلهم، ما كان لينغص عليهم
هناءهم وغبطتهم بهم، إلا مَن شذّ من غُلاة الموسوسين، الذين وصلوا أو كادوا أن
يصلوا إلى درجة المجانين، وكل نعمة يخولها هؤلاء تكون عليهم نقمة يحرمون لذة
وجودها، ويعذبون بتوهم فقدها، أو احتمال حدوث مصاب بسببها، ومن غلاة
هؤلاء المساكين ديك الجن الذي قتل وصيفه ووصيفته لاشتداد شغفه بهما وخوفه أن
يموت ويتمتع بهما غيره، ويقرب منه ذلك العاشق المسكين، الذي خلق من ماء
الدموع وصلصال الأنين، لا من الماء والطين، فاستوى عنده القرب والبعد،
والوصل والصد، فهو يبكي من يحب في كل حال، كما وصف نفسه فقال:
فأبكي إن نأوا شوقًا إليهم ... وأبكي إن دنوا خوف الفراق

إننا بعد توديع من ذكرنا، ركبنا وحدنا مخدع مركبات الدرجة الأولى من
القطار الحديدي، ولكننا لما انتقلنا مع سائر الركاب في الإسماعيلية إلى القطار
الآخر ألفيناه قطارًا رديئًا، وقد اكتظ بالجنود البريطانية حتى إن المخادع الخاصة
بالنساء المخدَّرات لم تكن تخلو منهم، فاضطررت إلى وضع السيدتين في مخدع
منها رأيت فيه مواضع لي ولهما، واثقًا بأننا لا نرى من هؤلاء الجنود ما نكره،
وكذلك كان -ولله الحمد- وآداب الجنود الإنكليزية الخلص معروفة عند جميع
المصريين- يندر أن يرى أحد من سكران منهم تعديًا أو إساءة، فكيف يكون أدبهم
في حال الصحو؟ وقد وقف القطار في محطات جديدة كثيرة خاصة بالجنود
المعسكرة على جانبي الطريق قريبة من الخط الحديدي أو بعيدة عنه، وبسبب ذلك
يتأخر القطار قليلاً عن موعده المعتاد.
وصلنا إلى السويس قبل المغرب، وكان قد سبقنا إليها أمس مع جماهير الحجاج
المصريين محمد نجيب أفندي المعاون في مديرية الجيزة وهو صِهرنا على بنت
أخي، والشيخ خالد النقشبندي، فكانا رفيقين لنا في السفر في كل حِلّ وتِرحال،
وكل منزل من منازل الحاج، وقد بتنا تلك الليلة في دارٍ اختارها لنا الرفيقان من
دور الأهالي التي يأوي إليها الحجاج في هذه الأيام، وهم يتقاضون من الأجرة في
كل ليلة فوق ما يعهد في الفنادق الكبيرة التي تفوقها خدمة ونظافة، وكذلك أصحاب
المركبات في السويس يزيدون أجورها على الحجاج أضعافًا.
وفي ضَحْوة اليوم التالي ذهبنا إلى مكتب الصحة لأجل ما فرضته الحكومة
على كل حاج من تلقيح أطبائها إياه بالمصل الواقي من الهيضة الوبائية (الكوليرا) .
(لها بقية)
((يتبع بمقال تالٍ))